كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 6)

بِأُحُدٍ شَهِيدًا وَزَيْنَب بِنْت أَبِي سَلَمَة يَوْمَئِذٍ طِفْلَة ، فَيَسْتَحِيل أَنْ تَكُون دَخَلْت عَلَى زَيْنَب بِنْت جَحْش فِي تِلْكَ الْحَالَة ، وَأَنَّهُ يَجُوز أَنْ يَكُون عُبَيْد اللَّه الْمُصَغَّر ، فَإِنَّ دُخُول زَيْنَب بِنْت أَبِي سَلَمَة عِنْد بُلُوغ الْخَبَر إِلَى الْمَدِينَة بِوَفَاتِهِ كَانَ وَهِيَ مُمَيِّزَة ، أَوْ الْمَيِّت كَانَ أَخَا زَيْنَب بِنْت جَحْش مِنْ أُمّهَا أَوْ مِنْ الرَّضَاعَة كَذَا فِي الْفَتْح .
1956 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( قَالَتْ زَيْنَب وَسَمِعْت أُمِّي أُمّ سَلَمَة )
: هَذَا هُوَ الْحَدِيث الثَّالِث ، وَأُمّ سَلَمَة بَدَل مِنْ أُمِّي
( إِنَّ اِبْنَتِي تُوُفِّيَ زَوْجهَا عَنْهَا )
: وَاسْمه الْمُغِيرَة الْمَخْزُومِيّ
( وَقَدْ اِشْتَكَتْ عَيْنهَا )
: وَفِي بَعْض النُّسَخ عَيْنَيْهَا بِصِيغَةِ التَّثْنِيَة . قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : يَجُوز فِيهِ وَجْهَانِ ضَمّ النُّون عَلَى الْفَاعِلِيَّة عَلَى أَنْ تَكُون الْعَيْن هِيَ الْمُشْتَكِيَة وَفَتْحهَا عَلَى أَنْ يَكُون فِي اِشْتَكَتْ ضَمِير الْفَاعِل ، وَهِيَ الْمَرْأَة وَرَجَّحَ هَذَا ، وَوَقَعَ فِي بَعْض الرِّوَايَات عَيْنَاهَا يَعْنِي وَهُوَ يُرَجِّح الضَّمّ ، وَهَذِهِ الرِّوَايَة فِي مُسْلِم ، وَعَلَى الضَّمّ اِقْتَصَرَ النَّوَوِيّ ، وَهُوَ الْأَرْجَح ، وَاَلَّذِي رَجَّحَ الْأَوَّل هُوَ الْمُنْذِرِيُّ
( نَكْحُلُهَا )
: بِالنُّونِ الْمَفْتُوحَة وَبِضَمِّ الْحَاء ، وَفِي بَعْض النُّسَخ أَفَنَكْحُلُهَا بِذِكْرِ الْهَمْزَة وَفِي بَعْضهَا أَفَتَكْحُلُهَا بِتَاءِ التَّأْنِيث وَالضَّمِير الْبَارِز إِلَيْهَا أَوْ إِلَى عَيْنهَا
( لَا )
: أَيْ لَا تَكْحُلُهَا
( مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا )
: أَيْ قَالَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
( كُلّ ذَلِكَ )
: بِالنَّصْبِ
( يَقُول لَا )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : صِفَة مُؤَكِّدَة لِقَوْلِهِ ثَلَاثًا . قَالَ النَّوَوِيّ : فِيهِ دَلِيل عَلَى@

الصفحة 402