كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 6)

الْحِجَازَيْنِ عَنْ الِافْتِضَاض فَذَكَرُوا أَنَّ الْمُعْتَدَّة كَانَتْ لَا تَمَسّ مَاء وَلَا تُقَلِّم ظُفْرًا وَلَا تُزِيل شَعْرًا ثُمَّ تَخْرُج بَعْد الْحَوْل بِأَقْبَح مَنْظَر ثُمَّ تَفْتَضّ أَيْ تَكْسِر مَا هِيَ فِيهِ مِنْ الْعِدَّة بِطَائِر تَمْسَح بِهِ قُبُلهَا وَتَنْبِذهُ فَلَا يَكَاد يَعِيش بَعْد مَا تَفْتَضّ بِهِ .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ مِنْ فَضَّضْت الشَّيْء إِذَا كَسَرْته وَفَرَّقْتهُ أَيْ أَنَّهَا كَانَتْ تَكْسِر مَا كَانَتْ فِيهِ مِنْ الْحِدَاد بِتِلْكَ الدَّابَّة . قَالَ الْأَخْفَش : مَعْنَاهُ تَتَنَظَّف بِهِ ، وَهُوَ مَأْخُوذ مِنْ الْفِضَّة تَشْبِيهًا لَهُ بِنَقَائِهَا وَبَيَاضهَا ، وَقِيلَ تَمْسَح بِهِ ثُمَّ تَفْتَضّ أَيْ تَغْتَسِل بِالْمَاءِ الْعَذْب حَتَّى تَصِير بَيْضَاء نَقِيَّة كَالْفِضَّةِ . وَقَالَ الْخَلِيل : الْفَضِيض الْمَاء الْعَذْب يُقَال اِفْتَضَضْت أَيْ اِغْتَسَلَتْ بِهِ ، كَذَا قَالَ الْقَسْطَلَّانِيُّ
( فَقَلَّمَا تَفْتَضّ بِشَيْءٍ )
: أَيْ مِمَّا ذُكِرَ
( إِلَّا مَاتَ )
: أَيْ ذَلِكَ الشَّيْء
( فَتُعْطَى )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول
( فَتَرْمِي بِهَا )
: فِي رِوَايَة اِبْن الْمَاجِشُونِ عَنْ مَالِك : فَتَرْمِي بِهَا أَمَامهَا فَيَكُون ذَلِكَ إِحْلَالًا لَهَا . وَفِي رِوَايَة اِبْن وَهْب : مِنْ وَرَاء ظَهْرهَا . قَالَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ
( ثُمَّ تُرَاجِع بَعْدُ )
: أَيْ بَعْد مَا ذِكْر مِنْ الِافْتِضَاض وَالرَّمْي
( مِنْ طِيب أَوْ غَيْره )
: مِمَّا كَانَتْ مَمْنُوعَة مِنْهُ فِي الْعِدَّة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .@

الصفحة 404