كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 6)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
أَيْ هَذَا بَاب فِي بَيَان أَنَّ الشَّهْر قَدْ يَكُون تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَا أَنَّهُ يَكُون دَائِمًا كَذَلِكَ
1975 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِنَّا )
: أَيْ الْعَرَب وَقِيلَ أَرَادَ نَفْسه
( أُمَّة )
: أَيْ جَمَاعَة قُرَيْش مِثْل قَوْله تَعَالَى { أُمَّة مِنْ النَّاس يَسْقُونَ } وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ : الْأُمَّة الْجَمَاعَة . وَقَالَ الْأَخْفَش : هُوَ فِي اللَّفْظ وَاحِد وَفِي الْمَعْنَى جَمْع ، وَكُلّ جِنْس مِنْ الْحَيَوَان أُمَّة وَالْأُمَّة الطَّرِيقَة وَالدِّين ، يُقَال فُلَان لَا أُمَّة لَهُ أَيْ لَا دِين لَهُ وَلَا نِحْلَة لَهُ ، وَكَسْر الْهَمْزَة فِيهِ لُغَة . وَقَالَ اِبْن الْأَثِير : الْأُمَّة الرَّجُل الْمُفْرَد بِدِينٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى { إِنَّ إِبْرَاهِيم كَانَ أُمَّة قَانِتًا لِلَّهِ } قَالَهُ الْعَيْنِيّ
( أُمِّيَّة )
: بِلَفْظِ النَّسَب إِلَى الْأُمّ ، فَقِيلَ أَرَادَ أُمَّة الْعَرَب لِأَنَّهَا لَا تَكْتُب ، أَوْ مَنْسُوب إِلَى الْأُمّ لِأَنَّ الْمَرْأَة هَذِهِ صِفَتهَا غَالِبًا ، وَقِيلَ مَنْسُوبُونَ إِلَى أُمّ الْقُرَى وَهِيَ مَكَّة أَيْ إِنَّا أُمَّة مَكَّة . قَالَهُ الْحَافِظ فِي الْفَتْح . وَقَالَ الْعَيْنِيّ : قِيلَ مَعْنَاهُ بَاقُونَ عَلَى مَا وَلَدَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّهَات . وَقَالَ الدَّاوُدِيّ : أُمَّة أُمِّيَّة لَمْ تَأْخُذ عَنْ كُتُب الْأُمَم قَبْلهَا إِنَّمَا أَخَذْت عَمَّا جَاءَهُ الْوَحْي مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ اِنْتَهَى
( لَا نَكْتُب وَلَا نَحْسِب )
: بِالنُّونِ فِيهِمَا وَهُمَا تَفْسِيرَانِ لِكَوْنِهِمْ أُمِّيَّة . قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : وَالْمُرَاد أَهْل الْإِسْلَام الَّذِينَ بِحَضْرَتِهِ عِنْد تِلْكَ الْمَقَالَة ، وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَكْثَرهمْ ، أَوْ الْمُرَاد نَفْسه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ لِلْعَرَبِ أُمِّيُّونَ لِأَنَّ الْكِتَابَة كَانَتْ فِيهِمْ عَزِيزَة . قَالَ اللَّه تَعَالَى { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ@

الصفحة 433