كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 6)

بِقَوْلِهِ فِي حَدِيث أُمّ سَلَمَة عِنْد أَبِي دَاوُدَ وَغَيْره " أَنَّهُ كَانَ لَا يَصُوم مِنْ السَّنَة شَهْرًا تَامًّا إِلَّا شَعْبَان يَصِلهُ بِرَمَضَان " أَيْ كَانَ يَصُوم مُعْظَمه .
وَنَقَلَ التِّرْمِذِيّ عَنْ اِبْن الْمُبَارَك أَنَّهُ قَالَ : جَائِز فِي كَلَام الْعَرَب إِذَا صَامَ أَكْثَر الشَّهْر أَنْ يَقُول صَامَ الشَّهْر كُلّه ، وَيُقَال قَامَ فُلَان لَيْلَته أَجْمَع وَلَعَلَّهُ قَدْ تَعَشَّى وَاشْتَغَلَ بِبَعْضِ أَمْره . قَالَ التِّرْمِذِيّ : كَأَنَّ اِبْن الْمُبَارَك جَمَعَ بَيْن الْحَدِيثَيْنِ بِذَلِكَ وَحَاصِله أَنَّ الرِّوَايَة الْأُولَى مُفَسِّرَة لِلثَّانِيَةِ مُخَصِّصَة لَهَا وَأَنَّ الْمُرَاد بِالْكُلِّ الْأَكْثَر وَهُوَ مَجَاز قَلِيل الِاسْتِعْمَال . قَالَهُ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حَسَن .
1990 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَأَخَذَ )
: عَبَّاد
( بِيَدِهِ )
: أَيْ الْعَلَاء
( فَأَقَامَهُ )
: أَيْ أَقَامَ عَبَّادٌ الْعَلَاءَ
( ثُمَّ قَالَ )
: عَبَّاد
( إِنَّ هَذَا )
: أَيْ الْعَلَاء
( عَنْ أَبِيهِ )
: وَهُوَ عَبْد الرَّحْمَن
( إِذَا اِنْتَصَفَ شَعْبَان فَلَا تَصُومُوا )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا الْحَدِيث كَانَ يُنْكِرهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ @

الصفحة 460