كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 6)

الْقَامُوس : ظَمِئَ كَفَرِحَ ظَمَأ وَظِمَاء وَظَمَاءَة عَطِشَ أَوْ أَشَدّ الْعَطَش ، وَلَعَلَّ كَلَام النَّوَوِيّ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ خِلَاف الرِّوَايَة لَا أَنَّهُ غَيْر مَوْجُود فِي اللُّغَة
( وَابْتَلَّتْ الْعُرُوق )
أَيْ بِزَوَالِ الْيُبُوسَة الْحَاصِلَة بِالْعَطَشِ
( وَثَبُتَ الْأَجْر )
أَيْ زَالَ التَّعَب وَحَصَلَ الثَّوَاب . وَهَذَا حَثّ عَلَى الْعِبَادَات فَإِنَّ التَّعَب يَسِيرٌ لِذَهَابِهِ وَزَوَاله وَالْأَجْر كَثِيرٌ لِثَبَاتِهِ وَبَقَائِهِ . قَالَ الطِّيبِيُّ : ذِكْر ثُبُوت الْأَجْر بَعْد زَوَال التَّعَب اِسْتِلْذَاذ أَيّ اِسْتِلْذَاذ
( إِنْ شَاءَ اللَّه )
تَعَلَّقَ بِالْأَخِيرِ عَلَى سَبِيل التَّبَرُّك ، وَيَصِحّ التَّعْلِيق لِعَدَمِ وُجُوب الْأَجْر عَلَيْهِ تَعَالَى رَدًّا عَلَى الْمُعْتَزِلَة ، أَوْ لِئَلَّا يَجْزِم كُلّ أَحَد فَإِنَّ ثُبُوت أَجْر الْأَفْرَاد تَحْت الْمَشِيئَة . وَيُمْكِن أَنْ يَكُون إِنْ بِمَعْنَى إِذْ ، فَتَتَعَلَّق بِجَمِيعِ مَا سَبَقَ . ذَكَرَهُ فِي الْمِرْقَاة . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ .
2011 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ مُعَاذ بْن زُهْرَة )
: قَالَ فِي التَّقْرِيب : مُعَاذ بْن زُهْرَة وَيُقَال أَبُو زُهْرَة مَقْبُول مِنْ الثَّالِثَة فَأَرْسَلَ حَدِيثًا فَوَهِمَ مَنْ ذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَة
( إِذَا أَفْطَرَ قَالَ )
: أَيْ دَعَا وَقَالَ اِبْن الْمَلِك أَيْ قَرَأَ بَعْد الْإِفْطَار
( اللَّهُمَّ لَك صُمْت وَعَلَى رِزْقك أَفْطَرْت )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : قَدَّمَ الْجَار وَالْمَجْرُور فِي الْقَرِينَتَيْنِ عَلَى الْعَامِل دَلَالَة عَلَى الِاخْتِصَاص ؛ إِظْهَارًا لِلِاخْتِصَاصِ فِي الِافْتِتَاح وَإِبْدَاء لِشُكْرِ الصَّنِيع الْمُخْتَصّ بِهِ فِي الِاخْتِتَام . كَذَا فِي الْمِرْقَاة . وَفِي النَّيْل فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّهُ يُشْرَع لِلصَّائِمِ أَنْ يَدْعُو عِنْد إِفْطَاره بِمَا اِشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ الدُّعَاء اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : هَذَا مُرْسَل .@

الصفحة 483