كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

الْمَشْهُور شَهِدَ فَتْح دِمَشْق وَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا بَعْد مَوْت يَزِيد وَدَعَا إِلَى الْبَيْعَة وَعَسْكَرَ بِظَاهِرِهَا ، فَالْتَقَاهُ مَرْوَان بِمَرْج رَاهِط سَنَة أَرْبَع وَسِتِّينَ فَقُتِلَ كَذَا فِي الْخُلَاصَة
( أَنْ يَسْتَعْمِل مَسْرُوقًا )
: أَيْ أَنْ يَجْعَلهُ عَامِلًا
( فَقَالَ لَهُ عُمَارَة بْن عُقْبَة )
: أَيْ اِبْن أَبِي مُعَيْط بِمُهْمَلَتَيْنِ مُصَغَّرًا . وَعُقْبَة هَذَا هُوَ الْأَشْقَى الَّذِي أَلْقَى سَلَا الْجَزُور عَلَى ظَهْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاة
( مِنْ بَقَايَا قَتَلَة عُثْمَان )
: جَمْع قَاتِل
( وَكَانَ )
: أَيْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود
( لَمَّا أَرَادَ قَتْل أَبِيك )
: الْخِطَاب لِعُمَارَة بْن عُقْبَة ، وَهَذَا هُوَ مَحَلّ تَرْجَمَة الْبَاب ، لِأَنَّ عُقْبَة قُتِلَ صَبْرًا ، صَرَّحَ بِهِ الْحَافِظ فِي الْفَتْح
( قَالَ )
: أَيْ أَبُوك عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط
( مَنْ لِلصِّبْيَةِ )
: بِكَسْرِ الصَّاد وَسُكُون الْمُوَحَّدَة جَمْع صَبِيّ ، وَالْمَعْنَى مَنْ يَكْفُل بِصِبْيَانِي وَيَتَصَدَّى لِتَرْبِيَتِهِمْ وَحِفْظهمْ وَأَنْتَ تَقْتُل كَافِلهمْ
( قَالَ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( النَّار )
: يَحْتَمِل وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا أَيْ يَكُون النَّار عِبَارَة عَنْ الضَّيَاع يَعْنِي إِنْ صَلَحَتْ النَّار أَنْ تَكُون كَافِلَة فَهِيَ هِيَ ، وَثَانِيهمَا أَنَّ الْجَوَاب مِنْ الْأُسْلُوب الْحَكِيم أَيْ لَك النَّار ، وَالْمَعْنَى اِهْتَمَّ بِشَأْنِ نَفْسك وَمَا هُيِّئَ لَك مِنْ النَّار وَدَعْ عَنْك أَمْر الصِّبْيَة فَإِنَّ كَافِلهمْ هُوَ اللَّه تَعَالَى ، وَهَذَا هُوَ الْوَجْه . ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ . قَالَ الْقَارِيّ : وَالْأَظْهَر أَنَّ الْأَوَّل هُوَ الْوَجْه فَإِنَّهُ لَوْ أُرِيدَ هَذَا الْمَعْنَى لَقَالَ اللَّه بَدَل النَّار
( فَقَدْ رَضِيت لَك إِلَخْ )
: كَأَنَّ مَسْرُوقًا طَعَنَ عُمَارَة فِي مُقَابَلَة طَعْنه إِيَّاهُ مُكَافَأَة لَهُ . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .@

الصفحة 350