كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

اِنْتَظَرَهُمْ بِضْع عَشْرَة لَيْلَة حِين قَفَلَ مِنْ الطَّائِف الْحَدِيث . وَمَعْنَى قَوْله اِسْتَأْنَيْت بِهِمْ أَيْ أَخَّرْت قَسْم السَّبْي لِيَحْضُرُوا وَفْد هَوَازِن فَأَبْطَئُوا ، وَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَرَكَ السَّبْي بِغَيْرِ قِسْمَة وَتَوَجَّهَ إِلَى الطَّائِف فَحَاصَرَهَا ثُمَّ رَجَعَ عَنْهَا إِلَى الْجِعِرَّانَة ثُمَّ قَسَمَ الْغَنَائِم هُنَاكَ ، فَجَاءَهُ وَفْد هَوَازِن بَعْد ذَلِكَ ، فَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ اِنْتَظَرَهُمْ بِضْع عَشْرَة لَيْلَة . كَذَا فِي غَايَة الْمَقْصُود مُلَخَّصًا
( فَاخْتَارُوا )
: أَمْر مِنْ الِاخْتِيَار
( فَقَامَ )
: أَيْ خَطِيبًا
( جَاءُوا تَائِبِينَ )
: أَيْ مِنْ الشِّرْك رَاجِعِينَ عَنْ الْمَعْصِيَة مُسْلِمِينَ مُنْقَادِينَ
( قَدْ رَأَيْت )
: مِنْ الرَّأْي
( أَنْ يَطِيب ذَلِكَ )
: أَيْ السَّبْي يَعْنِي رَدّه . وَقَالَ الْقَسْطَلَّانِيُّ : بِضَمِّ أَوَّله وَفَتْح الطَّاء وَتَشْدِيد التَّحْتِيَّة الْمَكْسُورَة . قَالَ الْحَافِظ : أَيْ يُعْطِيه عَنْ طِيب نَفْس مِنْهُ مِنْ غَيْر عِوَض
( عَلَى حَظّه )
: أَيْ نَصِيبه . قَالَ الْحَافِظ : أَيْ بِأَنْ يَرُدّ السَّبْي بِشَرْطِ أَنْ يُعْطَى عِوَضه
( حَتَّى نُعْطِيه إِيَّاهُ )
: أَيْ عِوَضه
( مِنْ أَوَّل مَا يَفِيء اللَّه )
: مِنْ الْإِفَاءَة . وَالْفَيْء مَا أُخِذَ مِنْ الْكُفَّار بِغَيْرِ الْحَرْب كَالْجِزْيَةِ ، وَالْخَرَاج
( قَدْ طَيَّبْنَا )
: بِتَشْدِيدِ الْيَاء وَسُكُون الْبَاء
( ذَلِكَ )
: أَيْ الرَّدّ
( مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَن )
: أَيْ لَا نَدْرِي بِطَرِيقِ الِاسْتِغْرَاق مَنْ رَضِيَ ذَلِكَ الرَّدّ مِمَّنْ لَمْ يَرْضَ أَوْ مَنْ أَذِنَ لَنَا مِمَّنْ لَمْ يَأْذَن
( عُرَفَاؤُكُمْ )
: أَيْ رُؤَسَاؤُكُمْ@

الصفحة 358