كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

2323 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَبَقَ )
: أَيْ هَرَبَ
( فَظَهَرَ عَلَيْهِ )
: أَيْ غَلَبَ عَلَى الْعَدُوّ
( فَرَدَّهُ )
: أَيْ الْغُلَام .
وَالْحَدِيث فِيهِ دَلِيل لِلشَّافِعِيَّةِ وَجَمَاعَة عَلَى أَنَّ أَهْل الْحَرْب لَا يَمْلِكُونَ بِالْغَلَبَةِ شَيْئًا مِنْ مَال الْمُسْلِمِينَ وَلِصَاحِبِهِ أَخْذه قَبْل الْقِسْمَة وَبَعْدهَا . وَعِنْد مَالِك وَأَحْمَد وَآخَرِينَ إِنْ وَجَدَهُ مَالِكه قَبْل الْقِسْمَة فَهُوَ أَحَقّ بِهِ ، وَإِنْ وَجَدَهُ بَعْدهَا فَلَا يَأْخُذهُ إِلَّا بِالْقِيمَةِ ، رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا لَكِنَّ إِسْنَاده ضَعِيف جِدًّا ، وَبِذَلِكَ قَالَ أَبُو حَنِيفَة إِلَّا فِي الْآبِق فَقَالَ مَالِكه أَحَقّ بِهِ مُطْلَقًا ، قَالَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ
( وَقَالَ غَيْره )
: أَيْ غَيْر يَحْيَى بْن أَبِي زَائِدَة
( رَدَّهُ عَلَيْهِ خَالِد بْن الْوَلِيد )
: أَيْ مَكَان رَدَّهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اِبْن عُمَر . وَالْمُرَاد مِنْ غَيْره هُوَ اِبْن نُمَيْر وَرِوَايَته مَذْكُورَة بَعْد هَذَا الْحَدِيث . وَالْحَاصِل أَنَّ فِي رِوَايَة يَحْيَى بْن أَبِي زَائِدَة أَنَّ قِصَّة الْعَبْد كَانَتْ فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّ الَّذِي رَدَّهُ إِلَى اِبْن عُمَر هُوَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَفِي رِوَايَة غَيْر يَحْيَى وَهِيَ رِوَايَة اِبْن نُمَيْر الْآتِيَة أَنَّ قِصَّته كَانَتْ بَعْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّ الَّذِي رَدَّهُ إِلَى اِبْن عُمَر هُوَ خَالِد بْن الْوَلِيد . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
2324 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( ذَهَبَ فَرَس لَهُ )
: أَيْ نَفَرَ وَشَرَدَ إِلَى الْكُفَّار
( فَأَخَذَهَا )
: أَيْ الْفَرَس . وَالْفَرَس اِسْم جِنْس يُذَكَّر وَيُؤَنَّث كَمَا فِي الصِّحَاح وَالْقَامُوس
( فَظَهَرَ )
: أَيْ غَلَبَ@

الصفحة 367