كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

2327 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل )
: بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَة وَالْفَاء بِوَزْنِ مُحَمَّد
( دُلِّيَ )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول مِنْ التَّدْلِيَة أَيْ رُمِيَ
( جِرَاب )
: بِكَسْرِ الْجِيم أَيْ وِعَاء مِنْ جِلْد
( مِنْ شَحْم )
: أَيْ مَمْلُوء مِنْ شَحْم . وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ فَرَمَى إِنْسَان بِجِرَابٍ فِيهِ شَحْم
( فَالْتَزَمْته )
: أَيْ عَانَقْته وَضَمَمْته إِلَيَّ
( لَا أُعْطِي مِنْ هَذَا أَحَدًا الْيَوْم شَيْئًا )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : فِي قَوْله الْيَوْم إِشْعَار بِأَنَّهُ كَانَ مُضْطَرًّا إِلَيْهِ وَبَلَغَ الِاضْطِرَار إِلَى أَنْ يَسْتَأْثِر نَفْسه عَلَى الْغَيْر وَلَمْ يَكُنْ مِمَّنْ قِيلَ فِيهِ { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسهمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة } وَمِنْ ثَمَّ تَبَسَّمَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( فَالْتَفَتّ )
: أَيْ نَظَرْت
( يَتَبَسَّم إِلَيَّ )
: زَادَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي آخِره " فَقَالَ هُوَ لَك " كَذَا فِي الْفَتْح . وَالْحَدِيثَانِ يَدُلَّانِ عَلَى إِبَاحَة الطَّعَام فِي أَرْض الْعَدُوّ . قَالَ النَّوَوِيّ : قَالَ الْقَاضِي : أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى جَوَاز أَكْل طَعَام الْحَرْبِيِّينَ مَا دَامَ الْمُسْلِمُونَ فِي دَار الْحَرْب عَلَى قَدْر حَاجَتهمْ ، وَيَجُوز بِإِذْنِ الْإِمَام وَبِغَيْرِ إِذْنه . وَلَمْ يَشْتَرِط أَحَد مِنْ الْعُلَمَاء اِسْتِئْذَان الْإِمَام إِلَّا الزُّهْرِيّ اِنْتَهَى . وَفِي الْحَدِيث جَوَاز أَكْل الشُّحُوم الَّتِي تُوجَد عِنْد الْيَهُود وَكَانَتْ مُحَرَّمَة عَلَى الْيَهُود ، وَكَرِهَهَا مَالِك وَرُوِيَ عَنْهُ وَعَنْ أَحْمَد تَحْرِيمه . كَذَا فِي النَّيْل .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .@

الصفحة 370