كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

قَالَ الطِّيبِيُّ : مَنْ فِيهِ اِبْتِدَائِيَّة أَيْ أَرْضِ أَبَا قَتَادَة لِأَجْلِي وَمِنْ جِهَتِي ، وَذَلِكَ إِمَّا بِالْهِبَةِ أَوْ بِأَخْذِهِ شَيْئًا يَسِيرًا مِنْ بَدَله
( لَاهَا اللَّه )
: بِالْجَرِّ أَيْ لَا وَاَللَّه أَيْ لَا يَفْعَل مَا قُلْت فَكَلِمَة هَا بَدَل مِنْ وَاو الْقَسَم
( إِذَا يَعْمِد إِلَى أَسَد مِنْ أُسْد اللَّه )
: بِضَمِّ الْهَمْزَة وَسُكُون السِّين وَقِيلَ بِضَمِّهِمَا جَمْع أَسَد . وَالْمَعْنَى إِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ قَصَدَ إِلَى إِبْطَال حَقّ رَجُل كَأَنَّهُ أَسَد فِي الشَّجَاعَة وَإِعْطَاء سَلَبه إِيَّاكَ .
قَالَ النَّوَوِيّ : فِي جَمِيع رِوَايَات الْمُحَدِّثِينَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرهمَا إِذَا بِالْأَلِفِ قَبْل الذَّال وَأَنْكَرَهُ الْخَطَّابِيُّ وَأَهْل الْعَرَبِيَّة . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي مَعَالِم السُّنَن قَوْله لَاهَا اللَّه إِذًا هَكَذَا يُرْوَى وَالصَّوَاب لَاهَا اللَّه ذَا بِغَيْرِ الْأَلِف قَبْل الذَّال وَمَعْنَاهُ لَا وَاَللَّه يَجْعَلُونَ الْهَاء مَكَان الْوَاو ، وَمَعْنَاهُ لَا وَاَللَّه لَا يَكُون ذَا اِنْتَهَى . وَقَدْ أَطَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح الْكَلَام فِي تَصْوِيب مَا فِي رِوَايَات الْمُحَدِّثِينَ وَتَصْحِيح مَعْنَاهُ . وَاعْلَمْ أَنَّهُ وَقَعَ فِي جَمِيع نُسَخ أَبِي دَاوُدَ الْحَاضِرَة " إِذًا يَعْمِد " وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَغَيْرهمَا " إِذًا لَا يَعْمِد " بِالنَّفْيِ ، فَمَعْنَى مَا فِي رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ ظَاهِر ، وَإِنْ شِئْت اِنْكِشَاف مَا فِي رِوَايَة الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرهمَا فَعَلَيْك بِشُرُوحِهِمَا لَا سِيَّمَا فَتْح الْبَارِي لِلْحَافِظِ فَإِنَّهُ يُعْطِيك الثَّلْج إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى
( يُقَاتِل عَنْ اللَّه وَعَنْ رَسُوله )
: أَيْ لِرِضَاهُمَا وَلِنُصْرَةِ دِينهمَا
( صَدَقَ )
: أَيْ أَبُو بَكْر الصِّدِّيق
( فَأَعْطِهِ )
: أَيْ أَبَا قَتَادَة ، وَالْخِطَاب لِلَّذِي اِعْتَرَفَ بِأَنَّ السَّلَب عِنْده
( إِيَّاهُ )
: أَيْ سَلَبه
( فَبِعْت الدِّرْع )
: بِكَسْرِ الدَّال وَسُكُون الرَّاء . ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ الَّذِي اِشْتَرَاهُ @

الصفحة 387