كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

خُلَاصَة الشَّيْء وَمَا صَفَا مِنْهُ قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ
( وَعَلَيْهِمْ )
: أَيْ عَلَى الْأُمَرَاء
( كَدَره )
: الْكَدَر بِالتَّحْرِيكِ ضِدّ الصَّافِي . وَلَفْظ مُسْلِم " فَمَرَّ خَالِد بِعَوْفٍ فَجَرَّ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ هَلْ أَنْجَزْت لَك مَا ذَكَرْت لَك مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتُغْضِبَ فَقَالَ لَا تُعْطِهِ يَا خَالِد ، لَا تُعْطِهِ يَا خَالِد ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي أُمَرَائِي إِنَّمَا مِثْلكُمْ وَمِثْلهمْ كَمِثْلِ رَجُل اِسْتَرْعَى إِبِلًا أَوْ غَنَمًا فَرَعَاهَا ثُمَّ تَحَيَّنَ سَقْيهَا فَأَوْرَدَهَا حَوْضًا فَشَرَعَتْ فِيهِ فَشَرِبَتْ صَفْوه وَتَرَكَتْ كَدَره ، فَصَفْوه لَكُمْ وَكَدَره عَلَيْهِمْ " اِنْتَهَى .
قَالَ النَّوَوِيّ : مَعْنَاهُ أَنَّ الرَّعِيَّة يَأْخُذُونَ صَفْو الْأُمُور فَتَصِلهُمْ أُعْطِيَّاتهمْ بِغَيْرِ نَكَد ، وَتُبْتَلَى الْوُلَاة بِمُقَاسَاةِ النَّاس وَجَمْع الْأَمْوَال عَلَى وُجُوههَا وَصَرْفهَا فِي وُجُوههَا ، وَحِفْظ الرَّعِيَّة وَالشَّفَقَة عَلَيْهِمْ وَالذَّبّ عَنْهُمْ وَإِنْصَاف بَعْضهمْ مِنْ بَعْض ، ثُمَّ مَتَى وَقَعَ عَلَقَة أَوْ عُتْب فِي بَعْض ذَلِكَ تَوَجَّهَ عَلَى الْأُمَرَاء دُون النَّاس اِنْتَهَى . وَفِي الْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّ لِلْإِمَامِ أَنْ يُعْطِي السَّلَب غَيْر الْقَاتِل لِأَمْرٍ يَعْرِض فِيهِ مَصْلَحَة مِنْ تَأْدِيب أَوْ غَيْره وَفِيهِ أَنَّ الْفَرَس وَالسِّلَاح مِنْ السَّلَب .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم .@

الصفحة 391