كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

وَسَلَّمَ أَنْ يَقْسِم لَهُمْ فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَة الْقَائِل لَا تُسْهِم لَهُ وَذَكَرَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب أَنَّ الصَّحِيح أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة هُوَ السَّائِل لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ .
2349 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( بُرَيْد )
: بِالتَّصْغِيرِ
( قَدِمْنَا )
: أَيْ مِنْ الْحَبَشَة
( فَوَافَقْنَا )
: أَيْ صَادَفْنَا
( أَوْ قَالَ فَأَعْطَانَا مِنْهَا )
: أَيْ غَنَائِم خَيْبَر ، وَأَوْ لِلشَّكِّ
( إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ )
: اِسْتِثْنَاء مُنْقَطِع لِلتَّأْكِيدِ
( إِلَّا أَصْحَاب سَفِينَتنَا )
: اِسْتِثْنَاء مُتَّصِل مِنْ قَوْله لِأَحَدٍ ، ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ . قَالَ الْقَارِيّ : وَقِيلَ جَعْله بَدَلًا أَظْهَر ، وَيَرُدّهُ أَنَّ الرِّوَايَة بِالنَّصْبِ اِنْتَهَى
( جَعْفَر وَأَصْحَابه )
: عَطْف بَيَان لِأَصْحَابِ السَّفِينَة ، وَالْمُرَاد بِهِمْ جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب مَعَ جَمَاعَة مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا هَاجَرُوا إِلَى الْحَبَشَة حِين كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِجْرَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُوَّة دِينه رَجَعُوا وَكَانُوا رَاكِبِينَ فِي السَّفِينَة فَوَافَقَ قُدُومهمْ فَتْح خَيْبَر
( فَأَسْهَمَ لَهُمْ )
: أَيْ لِجَعْفَرٍ وَأَصْحَابه
( مَعَهُمْ )
: أَيْ مَنْ شَهِدُوا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَتْح خَيْبَر . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُشْبِه أَنْ يَكُون النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَعْطَاهُمْ مِنْ الْخُمْس الَّذِي هُوَ حَقّه دُون حُقُوق مَنْ شَهِدَ الْوَقْعَة اِنْتَهَى . وَفِي النَّيْل : وَقَالَ اِبْن التِّين يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَعْطَاهُمْ بِرِضَا بَقِيَّة الْجَيْش ، وَبِهَذَا جَزَمَ مُوسَى بْن عُقْبَة فِي مَغَازِيه وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَعْطَاهُمْ مِنْ جَمِيع الْغَنِيمَة لِكَوْنِهِمْ وَصَلُوا @

الصفحة 396