كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)
قَبْل الْقِسْمَة وَبَعْد حَوْزهَا وَهُوَ أَحَد الْأَقْوَال لِلشَّافِعِيِّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ مُخْتَصَرًا وَمُطَوَّلًا .
2350 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَعْنِي يَوْم بَدْر )
: تَفْسِير مِنْ أَحَد الرُّوَاة
( فِي حَاجَة اللَّه وَحَاجَة رَسُوله )
: أَيْ فِي خِدْمَتهمَا وَسَبِيلهمَا وَأَمْر دِينهمَا وَعُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ تَخَلَّفَ فِي الْمَدِينَة لِتَمْرِيضِ رُقَيَّة بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ زَوْجَته ، وَمَاتَتْ وَدُفِنَتْ وَهُوَ بِبَدْرٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( وَإِنِّي أُبَايِع لَهُ )
: أَيْ لِأَجْلِهِ وَبَدَله ، فَضَرَبَ بِيَمِينِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شِمَاله وَقَالَ هَذِهِ يَد عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَهَذَا فِيهِ إِشْكَال وَإِنِّي أَرَاهُ وَهْمًا مِنْ بَعْض الرُّوَاة . وَوَجْه الْإِشْكَال أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَايَعَ عَنْ عُثْمَان فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة كَمَا فِي عَامَّة كُتُب الْحَدِيث وَالسِّيَر لَا فِي غَزْوَة بَدْر وَاَلَّذِي وَقَعَ فِي بَدْر أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَهُ عَلَى اِبْنَته رُقَيَّة وَكَانَتْ مَرِيضَة فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لَك أَجْر رَجُل مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمه كَمَا فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ فِي بَاب مَنَاقِب عُثْمَان قَالَ جَاءَ رَجُل مِنْ أَهْل مِصْر وَحَجَّ الْبَيْت فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْم ؟ قَالَ هَؤُلَاءِ قُرَيْش ، قَالَ : فَمَنْ الشَّيْخ فِيهِمْ ؟ قَالُوا عَبْد اللَّه بْن عُمَر قَالَ يَا اِبْن عُمَر إِنِّي سَائِلك عَنْ شَيْء فَحَدِّثْنِي عَنْهُ هَلْ تَعْلَم أَنَّ عُثْمَان فَرَّ يَوْم أُحُد ؟ قَالَ نَعَمْ . فَقَالَ تَعْلَم أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْر وَلَمْ يَشْهَد ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَ الرَّجُل هَلْ تَعْلَم أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَة الرِّضْوَان فَلَمْ يَشْهَدهَا ؟ . قَالَ نَعَمْ . قَالَ اللَّه أَكْبَر . قَالَ اِبْن عُمَر تَعَالَ أُبَيِّن لَك أَمَّا فِرَاره يَوْم أُحُد . فَأَشْهَد أَنَّ اللَّه عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ . وَأَمَّا تَغَيُّبه عَنْ بَدْر فَإِنَّهُ كَانَ تَحْته بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ مَرِيضَة فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه @
الصفحة 397
526