كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

فَكَيْف يُسْهِم لَهُ سَهْم ؟ ! قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ بِنَحْوِهِ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
جَمْع سَهْم . وَاعْلَمْ أَنَّهُ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي سَهْم الْفَارِس وَالرَّاجِل مِنْ الْغَنِيمَة ، فَقَالَ الْجُمْهُور يَكُون لِلرَّاجِلِ سَهْم وَاحِد وَلِلْفَارِسِ ثَلَاثَة أَسْهُم ، سَهْمَانِ بِسَبَبِ فَرَسه وَسَهْم بِسَبَبِ نَفْسه . وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة لِلْفَارِسِ سَهْمَانِ فَقَطْ ، سَهْم لَهَا وَسَهْم لَهُ . قَالُوا وَلَمْ يَقُلْ بِقَوْلِهِ هَذَا أَحَد إِلَّا مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيّ وَأَبِي مُوسَى . قَالَهُ النَّوَوِيّ .
2357 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( سَهْمًا لَهُ وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ )
: قَالَ الْمُظْهِر : اللَّام فِي لَهُ لِلتَّمْلِيكِ ، وَفِي لِفَرَسِهِ لِلتَّسَبُّبِ أَيْ لِأَجْلِ فَرَسه . وَفِي شَرْح السُّنَّة لِفِنَائِهِ فِي الْحَرْب إِذْ مُؤْنَة فَرَسه إِذَا كَانَ مَعْلُوفًا تُضَاعَفُ عَلَى مُؤْنَة صَاحِبه ، كَذَا فِي الْمِرْقَاة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ . وَلَفْظ التِّرْمِذِيّ وَمُسْلِم " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ فِي النَّفْل لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا " وَلَفْظ الْبُخَارِيّ " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا " وَفِي لَفْظ آخَر " قَسَمَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم خَيْبَر لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا " قَالَ فَسَّرَهُ نَافِع فَقَالَ : إِذَا كَانَ مَعَ الرَّجُل فَرَس فَلَهُ ثَلَاثَة أَسْهُم ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَس فَلَهُ سَهْم . لَفْظ اِبْن مَاجَهْ " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْهَمَ يَوْم خَيْبَر لِلْفَارِسِ ثَلَاثَة أَسْهُم لِلْفَرَسِ سَهْمَانِ وَلِلرَّجُلِ سَهْم " اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ .@

الصفحة 404