كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

الدَّال مَهْمُوز عَلَى وَزْن حِمْل أَيْ عَوْنًا وَنَاصِرًا لَكُمْ
( فِئْتُمْ إِلَيْنَا )
: أَيْ رَجَعْتُمْ إِلَيْنَا . وَفِي الدُّرّ الْمَنْثُور مِنْ رِوَايَة الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيْرهمَا مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْم بَدْر قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا وَمَنْ أَسَرَ أَسِيرًا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا ، فَأَمَّا الْمَشْيَخَة فَثَبَتُوا تَحْت الرَّايَات ، وَأَمَّا الشُّبَّان فَتَسَارَعُوا إِلَى الْقَتْل وَالْغَنَائِم ، فَقَالَتْ الْمَشْيَخَة لِلشُّبَّانِ أَشْرِكُونَا مَعَكُمْ فَإِنَّا كُنَّا لَكُمْ رِدْءًا ، وَلَوْ كَانَ مِنْكُمْ شَيْء لَلَجَأْتُمْ إِلَيْنَا ، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ { يَسْأَلُونَك عَنْ الْأَنْفَال قُلْ الْأَنْفَال لِلَّهِ وَالرَّسُول } فَقَسَمَ الْغَنَائِم بَيْنهمْ بِالسَّوِيَّةِ اِنْتَهَى
( فَلَا تَذْهَبُونَ )
: بِالْمَغْنَمِ هُوَ مَصْدَر بِمَعْنَى الْغَنِيمَة أَيْ فَلَا تَأْخُذُونَ بِالْغَنِيمَةِ كُلّهَا أَيّهَا الشُّبَّان
( وَنَبْقَى )
: نَحْنُ فَمَا نَأْخُذهُ
( فَأَبَى الْفِتْيَانُ )
: وَأَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق فِي الْمُصَنَّف مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس قَالَ " لَمَّا كَانَ يَوْم بَدْر قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ كَذَا ، وَمَنْ جَاءَ بِأَسِيرٍ فَلَهُ كَذَا فَجَاءَ أَبُو الْيُسْر بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ بِأَسِيرَيْنِ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنَّك قَدْ وَعَدْتنَا فَقَامَ سَعْد بْن عُبَادَةَ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنَّك إِنْ أَعْطَيْت هَؤُلَاءِ لَمْ يَبْقَ لِأَصْحَابِك شَيْء ، وَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعنَا مِنْ هَذَا زَهَادَة فِي الْأَجْر وَلَا جُبْن عَنْ الْعَدُوّ ، وَإِنَّمَا قُمْنَا هَذَا الْمَقَام مُحَافَظَة عَلَيْك أَنْ يَأْتُوك مِنْ وَرَائِك فَتَشَاجَرُوا فَنَزَلَ الْقُرْآن { يَسْأَلُونَك عَنْ الْأَنْفَال } إِلَى قَوْله { وَأَصْلِحُوا ذَات بَيْنكُمْ } فِيمَا تَشَاجَرْتُمْ بِهِ فَسَلِّمُوا الْغَنِيمَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْرَجَ أَحْمَد فِي مُسْنَده مِنْ حَدِيث عُبَادَةَ بْن الصَّامِت قَالَ خَرَجْت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدْت مَعَهُ بَدْرًا فَالْتَقَى النَّاس فَهَزَمَ اللَّه الْعَدُوّ ، فَانْطَلَقَتْ طَائِفَة فِي إِثْرهمْ يَهْزِمُونَ وَيَقْتُلُونَ وَأَكَبَّتْ طَائِفَة عَلَى الْغَنَائِم يَحُوزُونَهُ وَيَجْمَعُونَهُ ، وَأَحْدَقَتْ طَائِفَة بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصِيب@

الصفحة 411