كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

عَلَى السَّوِيَّة ، وَهَذِهِ الْكَرَاهَة مِنْ شُبَّانهمْ فَقَطْ وَهِيَ لِدَاعِي الطَّبْع وَلِتَأْوِيلِهِمْ بِأَنَّهُمْ بَاشَرُوا الْقِتَال دُون الشُّيُوخ ، وَالْكَرَاهَة الثَّانِيَة كَرَاهَة قِتَال قُرَيْش وَعُذْرهمْ فِيهَا أَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ الْمَدِينَة اِبْتِدَاء لِقَصْدِ الْغَنِيمَة وَلَمْ يَتَهَيَّئُوا لِلْقِتَالِ ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَب كَرَاهَتهمْ لِلْقِتَالِ فَشَبَّهَ اللَّه إِحْدَى الْحَالَتَيْنِ بِالْأُخْرَى فِي مُطْلَق الْكَرَاهَة قَالَهُ سُلَيْمَان الْجَمَل .
{ وَإِنْ فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ }
: الْخُرُوج . وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا سُفْيَان قَدِمَ بِعِيرٍ مِنْ الشَّام ، فَخَرَجَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه لِيَغْنَمُوهَا ، فَعَلِمَتْ قُرَيْش فَخَرَجَ أَبُو جَهْل وَمُقَاتِلُو مَكَّة لِيَذُبُّوا عَنْهَا وَهُمْ النَّفِير ، وَأَخَذَ أَبُو سُفْيَان بِالْعِيرِ طَرِيق السَّاحِل فَنَجَتْ ، فَقِيلَ لِأَبِي جَهْل اِرْجِعْ ، فَأَبَى وَسَارَ إِلَى بَدْر ، فَشَاوَرَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابه وَقَالَ إِنَّ اللَّه تَعَالَى وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، فَوَافَقُوهُ عَلَى قِتَال النَّفِير وَكَرِهَ بَعْضهمْ ذَلِكَ وَقَالُوا لَمْ نَسْتَعِدّ لَهُ
( يَقُول )
: أَيْ اِبْن عَبَّاس فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى
( فَكَانَ ذَلِكَ خَيْرًا لَهُمْ )
: أَيْ كَانَ الْخُرُوج إِلَى بَدْر خَيْرًا لَهُمْ ، لِمَا تَرَتَّبَ عَلَيْهِ مِنْ النَّصْر وَالظَّفَر
( فَكَذَلِكَ أَيْضًا )
: أَيْ فَهَذِهِ الْحَالَة الَّتِي هِيَ قِسْمَة الْغَنَائِم عَلَى السَّوِيَّة بَيْن الشُّبَّان وَالْمَشْيَخَة وَعَدَم مُخَالَفَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِعْطَاء النَّفَل لِمَنْ أَرَادَهُ مِثْل الْخُرُوج فِي أَنَّ الْكُلّ خَيْر لَهُمْ
( فَأَطِيعُونِي )
: فِي @

الصفحة 413