كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

وَظَاهِر رِوَايَة اللَّيْث عَنْ نَافِع عِنْد مُسْلِم أَنَّ ذَلِكَ صَدَرَ مِنْ أَمِير الْجَيْش وَأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّ ذَلِكَ وَأَجَازَهُ لِأَنَّهُ قَالَ فِيهِ : " وَلَمْ يُغَيِّرهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَفِي رِوَايَة عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر عَنْ نَافِع عِنْده أَيْضًا : " وَنَفَّلَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا بَعِيرًا " وَهَذَا يُحْمَل عَلَى التَّقْدِير ، فَتَجْتَمِع الرِّوَايَتَانِ مَعْنَاهُ أَنَّ أَمِير السَّرِيَّة نَفَّلَهُمْ فَأَجَازَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْ نِسْبَته لِكُلٍّ مِنْهُمَا .
قَالَ فِي الِاسْتِذْكَار فِي رِوَايَة مَالِك إِنَّ النَّفْل مِنْ الْخُمْس لَا مِنْ رَأْس الْغَنِيمَة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْد اللَّه وَأَيُّوب عَنْ نَافِع ، وَفِي رِوَايَة اِبْن إِسْحَاق عَنْهُ أَنَّهُ مِنْ رَأْس الْغَنِيمَة لَكِنَّهُ لَيْسَ كَهَؤُلَاءِ فِي نَافِع اِنْتَهَى .
وَذَهَبَتْ تِلْكَ السَّرِيَّة فِي شَعْبَان سَنَة ثَمَان قَبْل فَتْح مَكَّة قَالَهُ اِبْن سَعْد وَذَكَرَ غَيْره أَنَّهَا كَانَتْ فِي جُمَادَى الْأُولَى ، وَقِيلَ فِي رَمَضَان مِنْ السَّنَة وَكَانَ أَمِيرهَا أَبُو قَتَادَة وَكَانُوا خَمْسَة عَشَر رَجُلًا ، وَكَانَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر فِي تِلْكَ السَّرِيَّة . قَالَهُ الْحَافِظ : كَذَا فِي الشَّرْح لِأَبِي الطَّيِّب وَأَطَالَ الْكَلَام فِيهِ .
2363 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَأَصَبْنَا نَعَمًا كَثِيرًا )
: النَّعَم بِالتَّحْرِيكِ وَقَدْ يُسَكَّن عَيْنه الْإِبِل وَالشَّاء أَوْ خَاصّ بِالْإِبِلِ ، كَذَا فِي الْقَامُوس
( بِاَلَّذِي أَعْطَانَا صَاحِبنَا )
: أَيْ أَمِيرنَا
( وَلَا عَابَ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( عَلَيْهِ )
: أَيْ عَلَى أَمِيرنَا
( بَعْدَمَا صَنَعَ )
: أَيْ الْأَمِير
( بِنَفْلِهِ )
: أَيْ مَعَ نَفْله .@

الصفحة 420