كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

وَكَانَ يُسَمَّى حَبِيب الرُّوم لِكَثْرَةِ مُجَاهَدَته الرُّوم وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ بِمَعْنَاهُ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
بِصِيغَةِ الْمَعْرُوف أَيْ مَا تَغْنَمهُ مِنْ الْأَمْوَال ( عَلَى أَهْل الْعَسْكَر ) : الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ السَّرِيَّة فَتَكُون السَّرِيَّة وَأَهْل الْعَسْكَر فِي أَخْذ الْغَنِيمَة وَالْقِسْمَة سَوَاء وَسَيَجِيءُ بَيَانه .
2371 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( تَتَكَافَأ )
: بِالْهَمْزِ فِي آخِره أَيْ تَتَسَاوَى
( دِمَاؤُهُمْ )
: أَيْ فِي الْقِصَاص وَالدِّيَات لَا يُفَضَّل شَرِيف عَلَى وَضِيع كَمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة
( يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ )
: أَيْ بِأَمَانِهِمْ
( أَدْنَاهُمْ )
: أَيْ عَدَدًا وَهُوَ الْوَاحِد أَوْ مَنْزِلَة . قَالَ فِي شَرْح السُّنَّة : أَيْ أَنَّ وَاحِدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِذَا آمَنَ كَافِرًا حَرُمَ عَلَى عَامَّة الْمُسْلِمِينَ دَمه وَإِنْ كَانَ هَذَا الْمُجِير أَدْنَاهُمْ مِثْل أَنْ يَكُون عَبْدًا أَوْ اِمْرَأَة أَوْ عَسِيفًا تَابِعًا أَوْ نَحْو ذَلِكَ فَلَا يُخْفَر ذِمَّته
( وَيُجِير عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَّ بَعْض الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ قَاصِي الدَّار إِذَا عَقَدَ لِلْكَافِرِ عَقْدًا لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ أَنْ يَنْقُضهُ وَإِنْ كَانَ أَقْرَب دَار مِنْ الْمَعْقُود لَهُ
( وَهُمْ يَد عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ )
: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : أَيْ الْمُسْلِمُونَ لَا يَسَعهُمْ التَّخَاذُل بَلْ يُعَاوِن بَعْضهمْ بَعْضًا عَلَى جَمِيع الْأَدْيَان وَالْمِلَل . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَى الْيَد الْمُظَاهَرَة وَالْمُعَاوَنَة إِذَا اِسْتُنْفِرُوا وَجَبَ عَلَيْهِمْ النَّفِير وَإِذَا اسْتُنْجِدُوا أَنْجَدُوا وَلَمْ يَتَخَلَّفُوا@

الصفحة 426