كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)
حَلْ )
: بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَسُكُون اللَّام كَلِمَة تُقَال لِلنَّاقَةِ إِذَا تَرَكَتْ السَّيْر وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِنْ قُلْت حَلْ وَاحِدَة فَالسُّكُون وَإِنْ أَعَدْتهَا نُوِّنَتْ فِي الْأُولَى وَسُكِّنَتْ فِي الثَّانِيَة . وَحَكَى غَيْره السُّكُون فِيهِمَا وَالتَّنْوِين كَنَظِيرِهِ فِي بَخٍ بَخٍ ذَكَرَهُ الْحَافِظ
( خَلَأَتْ )
: بِفَتْحِ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَاللَّام وَالْهَمْزَة أَيْ بَرَكَتْ مِنْ غَيْر عِلَّة وَحَرَنَتْ
( الْقَصْوَى )
: كَذَا فِي بَعْض النُّسَخ وَفِي بَعْضهَا الْقَصْوَاء بِالْمَدِّ .
قَالَ الْحَافِظ هُوَ اِسْم نَاقَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ كَانَ طَرَف أُذُنهَا مَقْطُوعًا ، وَالْقَصْو قَطْع طَرَف الْأُذُن ، قَالَ وَكَانَ الْقِيَاس أَنْ تَكُون بِالْقَصْرِ ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي بَعْض نُسَخ أَبِي ذَرّ . وَزَعَمَ الدَّاوُدِيُّ أَنَّهَا لَا تُسْبَق فَقِيلَ لَهَا الْقَصْوَاء لِأَنَّهَا بَلَغَتْ مِنْ السَّبَق أَقْصَاهُ
( مَا خَلَأَتْ )
: أَيْ الْقَصْوَاء . قَالَ الْقَارِيّ : أَيْ لِلْعِلَّةِ الَّتِي تَظُنُّونَهَا . اِنْتَهَى
( وَمَا ذَلِكَ )
: أَيْ الْخَلَاء وَهُوَ لِلنَّاقَةِ كَالْحِرَانِ لِلْفَرَسِ
( لَهَا بِخُلُقٍ )
بِضَمَّتَيْنِ وَيُسَكَّن الثَّانِي أَيْ بِعَادَةٍ
( وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِس الْفِيل )
: زَادَ اِبْن إِسْحَاق فِي رِوَايَته عَنْ مَكَّة أَيْ حَبَسَهَا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنْ دُخُول مَكَّة كَمَا حَبَسَ الْفِيل عَنْ دُخُولهَا . وَقِصَّة الْفِيل مَشْهُورَة ، وَمُنَاسِبَة ذِكْرهَا أَنَّ الصَّحَابَة لَوْ دَخَلُوا مَكَّة عَلَى تِلْكَ الصُّورَة وَصَدَّهُمْ قُرَيْش عَنْ ذَلِكَ لَوَقَعَ بَيْنهمْ قِتَال قَدْ يُفْضِي إِلَى سَفْك الدِّمَاء وَنَهْب الْأَمْوَال كَمَا لَوْ قُدِّرَ دُخُول الْفِيل وَأَصْحَابه مَكَّة لَكِنْ سَبَقَ فِي عِلْم اللَّه تَعَالَى فِي الْمَوْضِعَيْنِ أَنَّهُ سَيَدْخُلُ فِي الْإِسْلَام خَلْق مِنْهُمْ ، وَيَسْتَخْرِج مِنْ أَصْلَابهمْ نَاس يُسْلِمُونَ وَيُجَاهِدُونَ . وَكَانَ بِمَكَّة فِي الْحُدَيْبِيَة جَمْع كَثِير مُؤْمِنُونَ مِنْ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ فَلَوْ طَرَقَ الصَّحَابَة مَكَّة لَمَا أُمِنَ أَنْ يُصَاب نَاس مِنْهُمْ بِغَيْرِ عَمْد كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ تَعَالَى فِي قَوْله { وَلَوْلَا @
الصفحة 446
526