كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

: أَيْ قَرِيب مِنْ الْقَتْل
( فَقَالَ )
: أَيْ أَبُو بَصِير لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( قَدْ أَوْفَى اللَّه ذِمَّتك )
: أَيْ فَلَيْسَ عَلَيْك مِنْهُمْ عِقَاب فِيمَا صَنَعْت أَنَا
( وَيْل أُمّه )
: بِضَمِّ اللَّام وَوَصْل الْهَمْزَة وَكَسْر الْمِيم الْمُشَدَّدَة وَهِيَ كَلِمَة ذَمّ تَقُولهَا الْعَرَب فِي الْمَدْح وَلَا يَقْصِدُونَ مَعْنَى مَا فِيهَا مِنْ الذَّمّ ، لِأَنَّ الْوَيْل الْهَلَاك ، فَهُوَ كَقَوْلِهِمْ لِأُمِّهِ الْوَيْل . وَقَالَ فِي الْمِرْقَاة : قَوْله وَيْل أُمّه بِالنَّصْبِ عَلَى الْمَصْدَر وَبِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف وَمَعْنَاهُ الْحُزْن وَالْمَشَقَّة وَالْهَلَاك ، وَقَدْ يَرِد بِمَعْنَى التَّعَجُّب وَهُوَ الْمُرَاد هُنَا عَلَى مَا فِي النِّهَايَة ، فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَجَّبَ مِنْ حُسْن نَهْضَته لِلْحَرْبِ وَجَوْدَة مُعَالَجَته لَهَا مَعَ مَا فِيهِ خَلَاصه مِنْ أَيْدِي الْعَدُوّ اِنْتَهَى
( مِسْعَر حَرْب )
: بِكَسْرِ الْمِيم وَسُكُون الْمُهْمَلَة وَفَتْح الْعَيْن الْمُهْمَلَة هُوَ بِالنَّصْبِ عَلَى التَّمْيِيز وَأَصْله مِنْ مُسَعِّر حَرْب أَيْ يُسَعِّرهَا . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : كَأَنَّهُ يَصِفهُ بِالْإِقْدَامِ فِي الْحَرْب وَالتَّسْعِير لِنَارِهَا . كَذَا فِي فَتْح الْبَارِي .
وَقَالَ الْقَارِيّ : وَيَرْفَع أَيْ هُوَ مَنْ يُحْمِي الْحَرْب وَيُهَيِّج الْقِتَال اِنْتَهَى . وَفِي الْمُنْتَقَى : مِسْعَر حَرْب أَيْ مَوْقِد حَرْب ، وَالْمِسْعَر وَالْمِسْعَار مَا يُحْمَى بِهِ النَّار مِنْ خَشَب وَنَحْوه اِنْتَهَى
( لَوْ كَانَ لَهُ أَحَد )
: جَوَاب لَوْ مَحْذُوف يَدُلّ عَلَيْهِ السَّابِق ، أَيْ لَوْ فُرِضَ لَهُ أَحَد يَنْصُرهُ لِإِسْعَارِ الْحَرْب لَأَثَارَ الْفِتْنَة وَأَفْسَدَ الصُّلْح . فَعُلِمَ مِنْهُ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ إِذْ لَا نَاصِر لَهُ . قَالَهُ الْكَرْمَانِيُّ .
وَقَالَ الْحَافِظ : وَفِي رِوَايَة الْأَوْزَاعِيِّ لَوْ كَانَ لَهُ رِجَال ، فَلَقَّنَهَا أَبُو بَصِير فَانْطَلَقَ . وَفِيهِ إِشَارَة إِلَيْهِ بِالْفِرَارِ لِئَلَّا يَرُدّهُ إِلَى الْمُشْرِكِينَ ، وَرَمْز إِلَى مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَلْحَقُوا بِهِ
( فَلَمَّا سَمِعَ )
: أَبُو بَصِير
( ذَلِكَ )
: أَيْ الْكَلَام @

الصفحة 451