كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)
بِبَدْرٍ وَأَسْر مَنْ قَالَ أَسْر كَعْب أَحَقّ هَذَا أَتَرَوْنَ أَنَّ مُحَمَّدًا قَتَلَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُسَمِّي هَذَانِ الرَّجُلَانِ ، فَهَؤُلَاءِ أَشْرَاف الْعَرَب وَمُلُوك النَّاس ، وَاَللَّه لَئِنْ كَانَ مُحَمَّد أَصَابَ هَؤُلَاءِ الْقَوْم لَبَطْن الْأَرْض خَيْر مِنْ ظَهْرهَا ، فَلَمَّا أَيْقَنَ الْخَبَر وَرَأَى الْأَسْرَى مُقَرَّنِينَ كُبِتَ وَذَلَّ وَخَرَجَ إِلَى قُرَيْش يَبْكِي عَلَى قَتْلَاهُمْ وَيُحَرِّضهُمْ عَلَى قِتَاله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة فَشَبَّبَ بِنِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى آذَاهُمْ .
كَذَا فِي شَرْح الْمَوَاهِب لِلزُّرْقَانِيّ .
وَقَالَ بَعْضهمْ إِنَّ قَتْل كَعْب كَانَ قَبْل النَّهْي كَمَا سَيَجِيءُ . هَذَا مُلَخَّص مِنْ شَرْح أَبِي دَاوُدَ لِأَبِي الطَّيِّب .
2387 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَنْ لِكَعْبِ بْن الْأَشْرَف )
: أَيْ مَنْ الَّذِي يُنْتَدَب إِلَى قَتْله
( قَدْ آذَى اللَّه وَرَسُوله )
: لِأَنَّهُ كَانَ يَهْجُو النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيُحَرِّض قُرَيْشًا
( فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُول شَيْئًا )
: أَيْ قَوْلًا غَيْر مُطَابِق لِلْوَاقِعِ يَسُرّ كَعْبًا لِنَتَوَصَّل بِهِ إِلَى التَّمَكُّن مِنْ قَتْله وَإِنَّهُ اِسْتَأْذَنَ أَنْ يَفْتَعِل شَيْئًا يَحْتَال بِهِ
( فَأَتَاهُ )
: أَيْ أَتَى مُحَمَّد بْن مَسْلَمَة كَعْب بْن الْأَشْرَف
( إِنَّ هَذَا الرَّجُل )
: يَعْنِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( وَقَدْ عَنَّانَا )
: بِالْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيد النُّون الْأُولَى مِنْ الْعَنَاء وَهُوَ التَّعَب
( قَالَ )
: أَيْ كَعْب بْن الْأَشْرَف
( وَأَيْضًا )
: أَيْ وَزِيَادَة عَلَى ذَلِكَ وَقَدْ فَسَّرَهُ بَعْد ذَلِكَ قَوْله
( لَتَمَلَّنَّهُ )
: بِفَتْحِ الْمُثَنَّاة وَالْمِيم وَتَشْدِيد اللَّام الْمَضْمُومَة وَبِالنُّونِ الْمُشَدَّدَة مِنْ الْمَلَال أَيْ لَيَزِيدَنَّ مَلَالَتكُمْ@
الصفحة 455
526