كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

2397 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لِكَيْ تَمْتَشِط الشَّعِثَة )
: بِفَتْحٍ فَكَسْر أَيْ تُعَالِج بِالْمُشْطِ الْمُتَفَرِّقَة الشَّعْر
( تَسْتَحِدّ الْمُغِيبَة )
: بِضَمِّ الْمِيم وَكَسْر الْغَيْن أَيْ الَّتِي غَابَ زَوْجهَا . قَالَ السُّيُوطِيُّ : أَيْ تَحْلِق شَعْر الْعَانَة . وَقَالَ النَّوَوِيّ : الِاسْتِحْدَاد اِسْتِفْعَال مِنْ اِسْتِعْمَال الْحَدِيدَة وَالْمُرَاد إِزَالَته كَيْف كَانَ . قَالَ وَمَعْنَى هَذِهِ الرِّوَايَات أَنَّهُ يُكْرَه لِمَنْ طَالَ سَفَره أَنْ يَقْدَم عَلَى اِمْرَأَته لَيْلًا بَغْتَة ، فَأَمَّا مَنْ كَانَ سَفَره قَرِيبًا تَتَوَقَّع اِمْرَأَته إِتْيَانه لَيْلًا فَلَا بَأْس ، وَإِذَا كَانَ فِي قَفْل عَظِيم أَوْ عَسْكَر وَنَحْوهمْ وَاشْتُهِرَ قُدُومهمْ وَوُصُولهمْ وَعَلِمَتْ اِمْرَأَته وَأَهْله أَنَّهُ قَادِم مَعَهُمْ وَأَنَّهُمْ الْآن دَاخِلُونَ فَلَا بَأْس بِقُدُومِهِ مَتَى شَاءَ لِزَوَالِ الْمَعْنَى الَّذِي نَهَى بِسَبَبِهِ ، فَإِنَّ الْمُرَاد أَنْ يَتَأَهَّبُوا وَقَدْ حَصَلَ ذَلِكَ اِنْتَهَى مُخْتَصَرًا
( الطَّرْق بَعْد الْعِشَاء )
: أَيْ الطُّرُوق الْمَنْهِيّ هُوَ بَعْد الْعِشَاء ، وَبِهِ يَحْصُل التَّوْفِيق . وَيُمْكِن أَنْ يُقَال الْمُرَاد هُوَ أَنْ لَا يَدْخُل عَلَى الْأَهْل فَجْأَة بَلْ يَدْخُل عَلَيْهِمْ بَعْد الْإِخْبَار بِالْمَجِيءِ لِيَسْتَعِدُّوا كَمَا يَدُلّ عَلَيْهِ التَّعْلِيل بِقَوْلِهِ لِكَيْ تَمْتَشِط إِلَخْ . كَذَا فِي فَتْح الْوَدُود
( قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَبَعْد الْمَغْرِب إِلَخْ )
: هَذِهِ الْعِبَارَة لَمْ تُوجَد فِي بَعْض النُّسَخ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ . وَفِي الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم مَعْنَاهُ .@

الصفحة 467