كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

مَا يَكْفِيه وَمَا يَتَهَيَّأ بِهِ لِلْغَزْوِ فَلَهُ أَنْ يَسْأَل غَيْره لِإِنْجَاحِ هَذَا الْأَمْر وَلَمَّا جَازَ لَهُ ذَلِكَ فَسُؤَاله عَنْ غَيْره وَقْت فَنَاء الزَّاد عِنْد الْمُرَاجَعَة عَنْ الْغَزْو إِلَى الْوَطَن يَجُوز لَهُ بِالطَّرِيقِ الْأَوْلَى لِأَنَّ اِحْتِيَاجه فِي السَّفَر أَشَدّ وَقَطْع مَسَافَة السَّفَر عَلَيْهِ أَشَقّ وَلَيْسَ لَهُ أَنِيس إِلَّا مَنْ هُوَ يَطْلُب مِنْهُ وَيَسْأَل عَنْهُ . هَذَا مَا يُفْهَم مِنْ تَبْوِيب الْمُؤَلِّف . كَذَا فِي الشَّرْح .
2399 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مِنْ أَسْلَمَ )
: قَبِيلَة
( لَيْسَ لِي مَال أَتَجَهَّز بِهِ )
: أَيْ أَتَهَيَّأ بِهِ لِلْغَزْوِ
( مَا جَهَّزْتنِي بِهِ )
: قَالَ فِي الْمَجْمَع : تَجْهِيز الْغَازِي تَحْمِيله وَإِعْدَاد مَا يَحْتَاج إِلَيْهِ فِي غَزْوه . وَقَالَ الْقَامُوس : جِهَاز الْمُسَافِر مَا يَحْتَاج إِلَيْهِ وَقَدْ جَهَّزَهُ تَجْهِيزًا فَتَجَهَّزَ
( وَلَا تَحْبِسِي )
: أَيْ لَا تَمْنَعِي
( فَوَاَللَّهِ لَا تَحْبِسِينَ مِنْهُ )
: أَيْ مِمَّا جَهَّزْتنِي . قَالَ النَّوَوِيّ : وَفِيهِ أَنَّ مَا نَوَى الْإِنْسَان صَرْفه فِي جِهَة بِرّ فَتَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْجِهَة يُسْتَحَبّ لَهُ بَذْله فِي جِهَة أُخْرَى مِنْ الْبِرّ وَلَا يَلْزَمهُ ذَلِكَ مَا لَمْ يَلْزَمهُ بِالنَّذْرِ اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم .@

الصفحة 469