كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

وَيَجُوز أَنْ يَكُون أَرَادَ بِالْغُرَّةِ النَّفِيس مِنْ كُلّ شَيْء فَيَكُون التَّقْدِير مَا كُنْت لِأُقِيضُهُ بِالشَّيْءِ النَّفِيس الْمَرْغُوب فِيهِ اِنْتَهَى . قُلْت : هَذَا الْمَعْنَى حَسَن جِدًّا
( قَالَ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( فَلَا حَاجَة لِي فِيهِ )
: أَيْ فِي اِبْن الْفَرَس مَجَّانًا بِغَيْرِ عِوَض .
وَزَادَ فِي أُسْد الْغَابَة مِنْ رِوَايَة اِبْن أَبِي شَيْبَة " ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا ذَا الْجَوْشَن أَلَا تُسْلِم فَتَكُون مِنْ أَوَّل هَذِهِ الْأُمَّة ؟ قَالَ قُلْت لَا ، قَالَ وَلِمَ ؟ قَالَ قُلْت لِأَنِّي قَدْ رَأَيْت قَوْمك قَدْ وَلِعُوا بِك ، قَالَ وَكَيْف وَقَدْ بَلَغَك مَصَارِعهمْ ؟ قَالَ قُلْت بَلَغَنِي ، قَالَ فَأَنَّى يُهْدَى بِك ؟ قُلْت أَنْ تَغْلِب عَلَى الْكَعْبَة وَتَقْطُنهَا ، قَالَ لَعَلَّ إِنْ عِشْت أَنْ تَرَى ذَلِكَ . ثُمَّ قَالَ يَا بِلَال خُذْ حَقِيبَة الرَّجُل فَزَوِّدْهُ مِنْ الْعَجْوَة ، فَلَمَّا أَدْبَرْت قَالَ إِنَّهُ مِنْ خَيْر فُرْسَان بَنِي عَامِر . قَالَ فَوَاَللَّهِ إِنِّي بِأَهْلِي بِالْعَوْدَةِ إِذَا أَقْبَلَ رَاكِب فَقُلْت مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ مِنْ مَكَّة ، فَقُلْت مَا الْخَبَر ؟ قَالَ غَلَبَ عَلَيْهَا مُحَمَّد وَقَطَنَهَا .
قَالَ قُلْت هَبِلَتْنِي أُمِّي لَوْ أَسْلَمْت يَوْمئِذٍ " قَالَ اِبْن الْأَثِير : قِيلَ إِنَّ أَبَا إِسْحَاق لَمْ يَسْمَع مِنْهُ وَإِنَّمَا سَمِعَ حَدِيثه مِنْ اِبْنه شَمِر بْن ذِي الْجَوْشَن عَنْهُ اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : ذُو الْجَوْشَن اِسْمه أَوْس ، وَقِيلَ شُرَحْبِيل ، وَقِيلَ عُثْمَان ، وَسُمِّيَ ذُو الْجَوْشَن مِنْ أَجْل أَنَّ صَدْره كَانَ نَاتِئًا ، وَقِيلَ إِنَّ أَبَا إِسْحَاق لَمْ يَسْمَع مِنْهُ وَإِنَّمَا سَمِعَ مِنْ اِبْنه شَمِر . وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيُّ : وَلَا أَعْلَم لِذِي الْجَوْشَن غَيْر هَذَا الْحَدِيث وَيُقَال إنَّ أَبَا إِسْحَاق سَمِعَهُ مِنْ شَمِر بْن ذِي الْجَوْشَن عَنْ أَبِيهِ وَاَللَّه أَعْلَم . هَذَا آخِر كَلَامه . وَالْحَدِيث لَا يَثْبُت ، فَإِنَّهُ دَائِر بَيْن الِانْقِطَاع أَوْ رِوَايَة مَنْ لَا يُعْتَمَد عَلَى رِوَايَته وَاَللَّه أَعْلَم اِنْتَهَى كَلَامه . كَذَا فِي الشَّرْح .@

الصفحة 476