كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

ذَبْحه قَائِلًا بِاسْمِ اللَّه اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد وَأُمَّته مُضَحِّيًا بِهِ . وَلَفْظَة ثُمَّ هُنَا مُتَأَوَّلَة عَلَى مَا ذَكَرْته بِلَا شَكّ
( ثُمَّ ضَحَّى بِهِ )
: قَالَ الْقَارِيّ : أَيْ فَعَلَ الْأُضْحِيَّة بِذَلِكَ الْكَبْش . قَالَ وَهَذَا يُؤَيِّد تَأْوِيلنَا قَوْله ثُمَّ ذَبَحَهُ بِأَنَّهُ أَرَادَ ذَبْحه . وَقَالَ الطِّيبِيُّ نَقْلًا عَنْ الْأَسَاس أَيْ غَدَّى ، وَالظَّاهِر أَنَّهُ مَجَاز ، وَالْحَمْل عَلَى الْحَقِيقَة أَوْلَى مَهْمَا أَمْكَنَ ، ثُمَّ مَعْنَى غَدَّى أَيْ غَدَّى النَّاس بِهِ أَيْ جَعَلَهُ طَعَام غَدَاء لَهُمْ اِنْتَهَى .
وَفِي الْحَدِيث اِسْتِحْبَاب التَّضْحِيَة بِالْأَقْرَنِ ، وَإِحْسَان الذَّبْح ، وَإِحْدَاد الشَّفْرَة وَإِضْجَاع الْغَنَم فِي الذَّبْح . قَالَ النَّوَوِيّ : وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ إِضْجَاعهَا يَكُون عَلَى جَانِبهَا الْأَيْسَر لِأَنَّهُ أَسْهَل عَلَى الذَّابِح فِي أَخْذ السِّكِّين بِالْيَمِينِ وَإِمْسَاك رَأْسهَا بِالْيَسَارِ اِنْتَهَى . وَالْحَدِيث فِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز الْأُضْحِيَّة الْوَاحِدَة عَنْ جَمِيع أَهْل الْبَيْت .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم .
2411 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( بَدَنَات )
: جَمْع بَدَنَة وَهِيَ الْوَاحِدَة مِنْ الْإِبِل ، سُمِّيَتْ بِهَا لِعِظَمِهَا وَسِمَنهَا مِنْ الْبَدَانَة وَهِيَ كَثْرَة اللَّحْم ، وَتَقَع عَلَى الْجَمَل وَالنَّاقَة ، وَقَدْ تُطْلَق عَلَى الْبَقَرَة . كَذَا فِي النِّهَايَة
( أَمْلَحَيْنِ )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْأَمْلَح مِنْ الْكِبَاش هُوَ الَّذِي فِي خِلَال صُوفه الْأَبْيَض طَاقَات سُود . وَفِي الْمِرْقَاة لِلْقَارِيّ : الْأَمْلَح أَفْعَل مِنْ الْمُلْحَة وَهِيَ بَيَاض يُخَالِطهُ السَّوَاد وَعَلَيْهِ أَكْثَر أَهْل اللُّغَة . وَقِيلَ بَيَاضه أَكْثَر مِنْ سَوَاده ، وَقِيلَ هُوَ النَّقِيّ الْبَيَاض .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ قِصَّة الْكَبْشَيْنِ فَقَطْ بِنَحْوِهِ .@

الصفحة 495