كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 7)

شُبْرُمَةَ وَابْن أَبِي لَيْلَى فَقَالَا إِنَّ الْكُحْل يُفْسِد الصَّوْم وَخَالَفَهُمْ الْفُقَهَاء وَغَيْرهمْ فَقَالُوا : الْكُحْل لَا يُفْسِد الصَّوْم ، وَأَجَابُوا عَنْ الْحَدِيث بِأَنَّهُ ضَعِيف لَا يَنْتَهِضُ لِلِاحْتِجَاجِ بِهِ ، وَاسْتَدَلَّ اِبْن شُبْرُمَةَ وَابْن أَبِي لَيْلَى بِمَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ تَعْلِيقًا ، وَوَصَلَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن أَبِي شَيْبَة مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس بِلَفْظِ " الْفِطْر مِمَّا دَخَلَ وَالْوُضُوء مِمَّا خَرَجَ " قَالَ وَإِذَا وَجَدَ طُعْمَة فَقَدْ دَخَلَ ، وَيُجَاب بِأَنَّ فِي إِسْنَاده الْفَضْل بْن الْمُخْتَار وَهُوَ ضَعِيف جِدًّا . وَفِيهِ أَيْضًا شُعْبَة مَوْلَى اِبْن عَبَّاس وَهُوَ ضَعِيف .
وَقَالَ اِبْن عَدِيٍّ : الْأَصْل فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهُ مَوْقُوف ، وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : لَا يَثْبُت مَرْفُوعًا ، وَرَوَاهُ سَعِيد بْن مَنْصُور مَوْقُوفًا مِنْ طَرِيق الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْهُ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ . قَالَ الْحَافِظ : وَإِسْنَاده أَضْعَف مِنْ الْأَوَّل وَمِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا .
وَاحْتَجَّ الْجُمْهُور عَلَى أَنَّ الْكُحْل لَا يُفْسِد الصَّوْم بِمَا أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ عَنْ عَائِشَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِكْتَحَلَ فِي رَمَضَان وَهُوَ صَائِم ، وَفِي إِسْنَاده بَقِيَّة عَنْ الزُّبَيْدِيّ عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة ، وَالزُّبَيْدِيّ الْمَذْكُور اِسْمه سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد ذَكَرَهُ اِبْن عَدِيٍّ ، وَأَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيث فِي تَرْجَمَته ، وَكَذَا قَالَ الْبَيْهَقِيُّ وَصَرَّحَ بِهِ فِي رِوَايَته وَزَادَ أَنَّهُ مَجْهُول . وَالْإِثْمِد بِكَسْرِ الْهَمْزَة وَهُوَ حَجَر لِلْكُحْلِ ، كَمَا فِي الْقَامُوس
( الْمُرَوَّح )
: بِضَمِّ الْمِيم وَتَشْدِيد الْوَاو الْمَفْتُوحَة وَآخِر الْحُرُوف حَاء مُهْمَلَة ، أَيْ الْمُطَيَّب بِالْمِسْكِ كَأَنَّهُ جُعِلَ لَهُ رَائِحَة تَفُوح بَعْد أَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ رَائِحَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَعَبْد الرَّحْمَن قَالَ يَحْيَى بْن مَعِين ضَعِيف ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيُّ : صَدُوق .@

الصفحة 5