كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

2522 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيل مَنْزِلًا )
: وَزَادَ اِبْن مَاجَهْ فِي رِوَايَته : " وَكَانَ عَقِيل وَرِثَ أَبَا طَالِب هُوَ وَطَالِب وَلَمْ يَرِث جَعْفَر وَلَا عَلِيّ شَيْئًا لِأَنَّهُمَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ ، وَكَانَ عَقِيل وَطَالِب كَافِرَيْنِ ، فَكَانَ عُمَر مِنْ أَجْل ذَلِكَ يَقُول : لَا يَرِث الْمُؤْمِن الْكَافِر " اِنْتَهَى . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَوْضِع اِسْتِدْلَال أَبِي دَاوُدَ مِنْ هَذَا الْحَدِيث فِي أَنَّ الْمُسْلِم لَا يَرِث الْكَافِر أَنَّ عَقِيلًا لَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ يَوْم وَفَاة أَبِي طَالِب فَوَرِثَهُ ، وَكَانَ عَلِيّ وَجَعْفَر مُسْلِمَيْنِ فَلَمْ يَرِثَاهُ ، وَلَمَّا مَلَكَ عَقِيل رِبَاع عَبْد الْمُطَّلِب بَاعَهَا فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام : " وَهَلْ تَرَكَ عَقِيل مَنْزِلًا " اِنْتَهَى
( بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَة )
: بِفَتْحِ الْخَاء وَسُكُون التَّحْتِيَّة مَا اِرْتَفَعَ عَنْ السَّيْل وَانْحَدَرَ عَنْ الْجَبَل ، وَالْمُرَاد بِهِ الْمُحَصَّب
( حَيْثُ قَاسَمَتْ )
: أَيْ حَالَفَتْ
( يَعْنِي الْمُحَصَّب )
: تَفْسِير لِخَيْفِ بَنِي كِنَانَة . قَالَ فِي الْمَجْمَع : الْمُحَصَّب هُوَ الشِّعْب الَّذِي مَخْرَجه إِلَى الْأَبْطَح بَيْن مَكَّة وَمِنًى
( حَالَفَتْ قُرَيْشًا )
: قَالَ النَّوَوِيّ : تَحَالَفُوا عَلَى إِخْرَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَنِي هَاشِم وَبَنِي الْمُطَّلِب مِنْ مَكَّة إِلَى هَذَا الشِّعْب وَهُوَ خَيْف بَنِي كِنَانَة ، وَكَتَبُوا بَيْنهمْ الصَّحِيفَة الْمَسْطُورَة فِيهَا أَنْوَاع مِنْ الْأَبَاطِيل ، فَأَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهَا الْأَرَضَة ، فَأَكَلَتْ مَا فِيهَا مِنْ الْكُفْر وَتَرَكَ مَا فِيهَا مِنْ ذِكْر اللَّه تَعَالَى ، فَأَخْبَرَ جَبْرَئِيلُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَأَخْبَرَ عَمّه أَبَا طَالِب فَأَخْبَرَهُمْ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ @

الصفحة 121