كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

صَحَابِيَّة أَوْصَى بِهَا أَبُوهَا إِلَى أَبِي بَكْر الصِّدِّيق فَكَانَتْ فِي حِجْره وَيُقَال إِنَّ اِسْمهَا جَمِيلَة
( لَا تَقْرَأ { وَاَلَّذِينَ عَاقَدَتْ } )
: أَيْ بِالْأَلِفِ وَلَكِنْ اِقْرَأْ { وَاَلَّذِينَ عَقَدَتْ } أَيْ بِغَيْرِ أَلِف مَعَ التَّخْفِيف ، وَكَانَتْ هَذِهِ قِرَاءَتهَا ، مَعَ أَنَّهُ قُرِئَ فِي الْقُرْآن بِالْوَجْهَيْنِ
( حِين أَبَى الْإِسْلَام )
: فَتَأَخَّرَ إِسْلَامه إِلَى أَيَّام الْهُدْنَة فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامه ، وَقِيلَ إِنَّمَا أَسْلَمَ يَوْم الْفَتْح ، وَيُقَال إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَهُوَ أَسَنّ وَلَد أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ كَذَا فِي الْإِصَابَة
( فَمَا أَسْلَمَ )
: مَا نَافِيَة أَيْ عَبْد الرَّحْمَن
( حَتَّى حُمِلَ )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول
( عَلَى الْإِسْلَام )
: أَيْ عَلَى قَبُول الْإِسْلَام
( بِالسَّيْفِ )
: وَالْمَعْنَى أَنَّ عَبْد الرَّحْمَن لَمْ يُسْلِم وَتَأَخَّرَ إِسْلَامه إِلَى أَنْ غَلَبَ الْإِسْلَام بِقُوَّةِ السَّيْف . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ
( مَنْ قَالَ عَقَدَتْ جَعَلَهُ حِلْفًا )
: فَمَعْنَى قَوْله عَقَدَتْ أَيْ عَقَدَتْ عُهُودهمْ أَيْدِيكُمْ . وَمَعْنَى عَاقَدَتْ أَيْ عَاقَدَتْهُمْ أَيْدِيكُمْ
( وَالصَّوَاب حَدِيث طَلْحَة عَاقَدَتْ )
: أَيْ بِالْأَلِفِ مِنْ بَاب الْمُفَاعَلَة ، وَهِيَ قِرَاءَة نَافِع وَابْن عَامِر وَابْن كَثِير وَأَبِي عَمْرو .
وَقَالَ الْحَافِظ اِبْن كَثِير فِي تَفْسِيره بَعْد إِيرَاد حَدِيث دَاوُدَ بْن الْحُصَيْن عَنْ أُمّ سَعْد وَهَذَا قَوْل غَرِيب وَالصَّحِيح الْأَوَّل @

الصفحة 139