كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

وَأَنَّ هَذَا كَانَ فِي اِبْتِدَاء الْإِسْلَام يَتَوَارَثُونَ بِالْحِلْفِ ثُمَّ نُسِخَ وَبَقِيَ تَأْثِير الْحِلْف بَعْد ذَلِكَ ، إِنْ كَانُوا قَدْ أُمِرُوا أَنْ يُوَفُّوا بِالْعُهُودِ وَالْعُقُود وَالْحِلْف الَّذِي كَانُوا قَدْ تَعَاقَدُوهُ قَبْل ذَلِكَ اِنْتَهَى .
2535 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا إِلَخْ )
: أَشَارَ اِبْن عَبَّاس إِلَى قَوْله تَعَالَى الَّذِي فِي الْأَنْفَال وَتَمَام الْآيَة هَكَذَا { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسهمْ فِي سَبِيل اللَّه } يَعْنِي إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاَللَّهِ وَرَسُوله مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقُوا بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ ، وَهَاجَرُوا يَعْنِي وَهَجَرُوا دِيَارهمْ وَقَوْمهمْ فِي ذَات اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ ( وَاَلَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا ) : يَعْنِي آوَوْا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابه مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَأَسْكَنُوهُمْ مَنَازِلهمْ ، وَنَصَرُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ الْأَنْصَار ( أُولَئِكَ ) : يَعْنِي الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار ( بَعْضهمْ أَوْلِيَاء بَعْض ) : يَعْنِي فِي الْعَوْن وَالنَّصْر دُون أَقْرِبَائِهِمْ مِنْ الْكُفَّار . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْ يَتَوَلَّى بَعْضهمْ بَعْضًا فِي الْمِيرَاث وَكَانُوا يَتَوَارَثُونَ بِالْهِجْرَةِ وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار يَتَوَارَثُونَ دُون أَقْرِبَائِهِمْ وَذَوِي أَرْحَامهمْ ، وَكَانَ مَنْ آمَنَ وَلَمْ يُهَاجِر لَا يَرِث مِنْ قَرِيبه الْمُهَاجِر حَتَّى كَانَ فَتْح مَكَّة وَانْقَطَعَتْ الْهِجْرَة فَتَوَارَثُوا بِالْأَرْحَامِ حَيْثُمَا كَانُوا فَصَارَ ذَلِكَ مَنْسُوخًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَأُولُوا الْأَرْحَام بَعْضهمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَاب اللَّه } كَذَا فِي الْخَازِن ( وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا ) : يَعْنِي آمَنُوا وَأَقَامُوا بِمَكَّة ( مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتهمْ ) : أَيْ مِنْ تَوَلِّيهمْ فِي الْمِيرَاث . قَالَهُ النَّسَفِيّ . وَفِي @

الصفحة 140