كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

إِلَيْهِ وَوَكَّلَهُ بِالتَّشْدِيدِ اِسْتَحْفَظَهُ . وَمَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ مَنْ طَلَبَ الْإِمَارَة فَأُعْطِيهَا تُرِكَتْ إِعَانَته عَلَيْهَا مِنْ أَجْل حِرْصه . وَيُسْتَفَاد مِنْ هَذَا أَنَّ طَلَب مَا يَتَعَلَّق بِالْحُكْمِ مَكْرُوه ، فَيَدْخُل فِي الْإِمَارَة الْقَضَاء وَالْحِسْبَة وَنَحْو ذَلِكَ . اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا وَمُطَوَّلًا بِنَحْوِهِ .
2541 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( الْكَلْبِيّ )
: وَفِي بَعْض النُّسَخ الْكِنْدِيّ . قَالَ فِي الْأَطْرَاف : بِشْر بْن قُرَّة وَيُقَال قُرَّة بْن بِشْر الْكَلْبِيّ اِنْتَهَى ، وَكَذَلِكَ فِي الْخُلَاصَة . وَقَالَ فِي التَّقْرِيب : بِشْر بْن قُرَّة الْكَلْبِيّ ، فَالظَّاهِر أَنَّ الْأَوَّل هُوَ الصَّحِيح
( عَنْ أَبِي مُوسَى )
: هُوَ الْأَشْعَرِيّ
( فَتَشَهَّدَ )
: أَيْ خَطَبَ
( إِنَّ أَخْوَنَكُمْ )
: أَيْ أَكْثَركُمْ وَأَشَدّكُمْ خِيَانَة
( مَنْ طَلَبَهُ )
: أَيْ الْعَمَل
( لِمَا جَاءَا )
: بِصِيغَةِ التَّثْنِيَة أَيْ الرَّجُلَانِ
( فَلَمْ يَسْتَعِنْ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( حَتَّى مَاتَ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَوْرَدَهُ الْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير مِنْ طَرِيق إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد عَنْ أَخِيهِ وَذَكَرَ أَنَّ بَعْضهمْ رَوَاهُ عَنْ إِسْمَاعِيل عَنْ أَبِيهِ ، وَقَالَ وَلَا يَصِحّ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ . وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم فِي الصَّحِيح مِنْ حَدِيث أَبِي مُوسَى قَالَ : " أَقْبَلْت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي رَجُلَانِ مِنْ الْأَشْعَرِيِّينَ أَحَدهمَا عَنْ يَمِينِي@

الصفحة 148