كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

وَالْآخَر عَنْ يَسَارِي وَكِلَاهُمَا يَسْأَل الْعَمَل ، وَفِيهِ وَاَلَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسهمَا . وَفِيهِ لَنْ نَسْتَعْمِل عَلَى عَمَلنَا مَنْ أَرَادَهُ " .
قَالَ الْمُهَلَّب : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ مَنْ تَعَاطَى أَمْرًا وَسَوَّلَتْ لَهُ نَفْسه أَنَّهُ قَائِم بِذَلِكَ الْأَمْر أَنَّهُ يُخْذَل فِيهِ فِي أَغْلِب الْأَحْوَال ، لِأَنَّ مَنْ سَأَلَ الْإِمَارَة لَا يَسْأَلهَا إِلَّا وَهُوَ يَرَى نَفْسه أَهْلًا لَهَا .
وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام : " وُكِلَ إِلَيْهَا " بِمَعْنَى لَمْ يُعَنْ عَلَى مَا تَعَاطَاهُ ، وَالتَّعَاطِي أَبَدًا مَقْرُون بِالْخِذْلَانِ وَإِنَّ مَنْ دُعِيَ إِلَى عَمَل أَوْ إِمَامَة فِي الدِّين فَقَصَرَ نَفْسه عَنْ تِلْكَ الْمَنْزِلَة وَهَابَ أَمْر اللَّه رَزَقَهُ اللَّه الْمَعُونَة . وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ مَبْنِيّ عَلَى أَنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّه .
وَقَالَ غَيْره : وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي طَلَب الْوِلَايَة مُجَرَّدًا هَلْ يَجُوز أَوْ يُمْنَع ، وَأَمَّا إِنْ كَانَ لِرِزْقٍ يَرْزُقهُ اللَّه أَوْ لِتَضْيِيعِ الْقَائِم بِهَا أَوْ خَوْفه حُصُولهَا فِي غَيْر مُسْتَوْجِبهَا وَنِيَّته فِي إِقَامَة الْحَقّ فِيهَا فَذَلِكَ جَائِز لَهُ . اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ . بِصِيغَةِ الْمَجْهُول مِنْ التَّوْلِيَة أَيْ يُجْعَل وَالِيًا وَحَاكِمًا وَالضَّرِير الْأَعْمَى .
2542 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( الْمَخَرِّمِيّ )
: بِفَتْحِ الْمِيم وَفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكَسْر الرَّاء الْمُهْمَلَة الْمُشَدَّدَة نِسْبَة إِلَى الْمَخَرِّم مَوْضِع بِبَغْدَاد . كَذَا فِي الْمُغْنِي
( اِسْتَخْلَفَ اِبْن أُمّ مَكْتُوم )
: وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى
( مَرَّتَيْنِ )
: قَالَ الْحَافِظ بْن عَبْد الْبَرّ : رَوَى جَمَاعَة مِنْ أَهْل الْعِلْم بِالنَّسَبِ @

الصفحة 149