كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

تَصَرُّفه مِنْ مَال بَيْت الْمَال قَدْر مَهْر زَوْجَة وَنَفَقَتهَا وَكِسْوَتهَا ، وَكَذَلِكَ مَا لَا بُدّ مِنْهُ مِنْ غَيْر إِسْرَاف وَتَنَعُّم ، فَإِنْ أَخَذَ أَكْثَر مَا يَحْتَاج إِلَيْهِ ضَرُورَة فَهُوَ حَرَام عَلَيْهِ . ذَكَرَهُ الْقَارِي نَقْلًا عَنْ الْمُظْهِر .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا يَتَأَوَّل عَلَى وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا أَنَّهُ إِنَّمَا أَبَاحَ اِكْتِسَاب الْخَادِم وَالْمَسْكَن مِنْ عُمَالَته الَّتِي هِيَ أُجْرَة مِثْله وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَرْتَفِق بِشَيْءٍ سِوَاهَا ، وَالْوَجْه الْآخَر أَنَّ لِلْعَامِلِ السُّكْنَى وَالْخِدْمَة فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَسْكَن وَلَا خَادِم اُسْتُؤْجِرَ لَهُ مَنْ يَخْدُمهُ فَيَكْفِيه مِهْنَة مِثْله وَيُكْتَرَى لَهُ مَسْكَن يَسْكُنهُ مُدَّة مُقَامه فِي عَمَله اِنْتَهَى
( قَالَ )
: أَيْ الْمُسْتَوْرِد
( قَالَ أَبُو بَكْر )
: يُشْبِه أَنْ يَكُون أَبَا بَكْر الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ
( أُخْبِرْت )
: بِصِيغَةِ الْمُتَكَلِّم الْمَجْهُول . وَأَوْرَدَ أَحْمَد فِي مُسْنَده هَذَا الْحَدِيث مِنْ عِدَّة طُرُق وَلَيْسَ فِيهِ هَذِهِ الْجُمْلَة أَيْ قَالَ أَبُو بَكْر ، فَرُوِيَ مِنْ طَرِيق الْحَارِث بْن يَزِيد عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن جُبَيْر قَالَ سَمِعْت الْمُسْتَوْرِد بْن شَدَّاد يَقُول سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلًا وَلَيْسَ لَهُ مَنْزِل فَلْيَتَّخِذْ مَنْزِلًا ، أَوْ لَيْسَتْ لَهُ زَوْجَة فَلْيَتَزَوَّجْ أَوْ لَيْسَ لَهُ خَادِم فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا أَوْ لَيْسَتْ لَهُ دَابَّة فَلْيَتَّخِذْ دَابَّة وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ غَالّ اِنْتَهَى . وَفِي رِوَايَة لَهُ " فَهُوَ غَالّ أَوْ سَارِق " اِنْتَهَى
( غَيْر ذَلِكَ )
: أَيْ غَيْر مَا ذُكِرَ
( فَهُوَ غَالّ )
: بِتَشْدِيدِ اللَّام أَيْ خَائِن . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
هَدَايَا جَمْع هَدِيَّة .
2557 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَفْظه )
: أَيْ لَفْظ الْحَدِيث لَفْظ اِبْن أَبِي خَلَف لَا لَفْظ اِبْن@

الصفحة 162