كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

2559 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَنَّ الْقَاسِم بْن مُخَيْمَرَة )
: بِالْمُعْجَمَةِ مُصَغَّرًا
( قَالَ )
: وَفِي بَعْض النُّسَخ فَقَالَ
( مَا أَنْعَمَنَا بِك )
: قَالَ فِي فَتْح الْوَدُود : صِيغَة تَعَجُّب وَالْمَقْصُود إِظْهَار الْفَرَح وَالسُّرُور بِقُدُومِهِ اِنْتَهَى . وَقَالَ فِي الْمَجْمَع : أَيْ مَا الَّذِي أَنْعَمَك إِلَيْنَا وَأَقْدَمَك عَلَيْنَا ، يُقَال ذَلِكَ لِمَنْ يُفْرَح بِلِقَائِهِ أَيْ مَا الَّذِي أَفْرَحَنَا وَأَسَرَّنَا وَأَقَرَّ أَعْيُننَا بِلِقَائِك وَرُؤْيَتك
( فَاحْتَجَبَ دُون حَاجَتهمْ )
: أَيْ اِمْتَنَعَ مِنْ الْخُرُوج أَوْ مِنْ الْإِمْضَاء عِنْد اِحْتِيَاجهمْ إِلَيْهِ
( وَخَلَّتهمْ )
: بِفَتْحِ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد اللَّام الْحَاجَة الشَّدِيدَة . وَالْمَعْنَى مَنَعَ أَرْبَاب الْحَوَائِج أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ وَيَعْرِضُوا حَوَائِجهمْ ، قِيلَ الْحَاجَة وَالْفَقْر وَالْخَلَّة مُتَقَارِب الْمَعْنَى كُرِّرَ لِلتَّأْكِيدِ
( اِحْتَجَبَ اللَّه عَنْهُ دُون حَاجَته وَخَلَّته وَفَقْره )
: أَيْ أَبْعَده وَمَنَعَهُ عَمَّا يَبْتَغِيه مِنْ الْأُمُور الدِّينِيَّة أَوْ الدُّنْيَوِيَّة فَلَا يَجِد سَبِيلًا إِلَى حَاجَة مِنْ حَاجَاته الضَّرُورِيَّة . وَقَالَ الْقَاضِي : الْمُرَاد بِاحْتِجَابِ اللَّه عَنْهُ أَنْ لَا يُجِيب دَعْوَته وَيُخَيِّب آمَاله كَذَا فِي الْمِرْقَاة
( فَجَعَلَ )
: أَيْ مُعَاوِيَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ . وَقِيلَ إِنَّ أَبَا مَرْيَم هَذَا هُوَ عَمْرو بْن مُرَّة الْجُهَنِيُّ . وَقَدْ @

الصفحة 165