كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

بِفَتْحِ الْقَاف وَسُكُون السِّين أَيْ تَقْسِيم الْفَيْء . وَالْفَيْء هُوَ مَا حَصَلَ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ أَمْوَال الْكُفَّار مِنْ غَيْر حَرْب وَلَا جِهَاد . وَأَصْل الْفَيْء الرُّجُوع كَأَنَّهُ كَانَ فِي الْأَصْل لَهُمْ فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ .
2562 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَقَالَ )
: أَيْ مُعَاوِيَة
( حَاجَتك )
: بِالنَّصْبِ أَيْ ذَكَرَ حَاجَتك مَا هِيَ
( يَا أَبَا عَبْد الرَّحْمَن )
: كُنْيَة عَبْد اللَّه بْن عُمَر
( عَطَاء الْمُحَرَّرِينَ )
: جَمْع مُحَرَّر وَهُوَ الَّذِي صَارَ حُرًّا بَعْد أَنْ كَانَ عَبْدًا . وَفِي ذَلِكَ دَلِيل عَلَى ثُبُوت نَصِيب لَهُمْ فِي الْأَمْوَال الَّتِي تَأْتِي إِلَى الْأَئِمَّة .
كَذَا فِي النَّيْل
( أَوَّل مَا جَاءَهُ شَيْء )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : أَوَّل مَنْصُوب ظَرْف لِقَوْلِهِ
( بَدَأَ )
: وَهُوَ الْمَفْعُول الثَّانِي لِرَأَيْت
( بِالْمُحَرَّرِينَ )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُرِيد بِالْمُحَرَّرِينَ الْمُعْتَقِينَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَوْم لَا دِيوَان لَهُمْ وَإِنَّمَا يَدْخُلُونَ تَبَعًا فِي جُمْلَة مَوَالِيهمْ اِنْتَهَى . قَالَ الْقَاضِي الشَّوْكَانِيُّ : فِيهِ اِسْتِحْبَاب الْبُدَاءَة بِهِمْ وَتَقْدِيمهمْ عِنْد الْقِسْمَة عَلَى غَيْرهمْ : اِنْتَهَى . وَقَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : الْمُرَاد بِالْمُحَرَّرِينَ الْمُكَاتَبُونَ . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .@

الصفحة 168