كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

2568 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عُرِضَهُ )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول وَالضَّمِير الْمَرْفُوع لِابْنِ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَالْمَنْصُوب لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَفْظ مُسْلِم عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ " عَرَضَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أُحُد فِي الْقِتَال وَأَنَا اِبْن أَرْبَع عَشْرَة سَنَة فَلَمْ يُجِزْنِي ، وَعَرَضَنِي يَوْم الْخَنْدَق وَأَنَا اِبْن خَمْس عَشْرَة سَنَة فَأَجَازَنِي " قَالَ نَافِع فَقَدِمْت عَلَى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَة فَحَدَّثْته هَذَا الْحَدِيث فَقَالَ إِنَّ هَذَا الْحَدّ بَيْن الصَّغِير وَالْكَبِير ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَّاله أَنْ يَفْرِضُوا لِمَنْ كَانَ اِبْن خَمْس عَشْرَة سَنَة وَمَنْ كَانَ دُون ذَلِكَ فَاجْعَلُوهُ فِي الْعِيَال اِنْتَهَى
( فَأَجَازَهُ )
: قَالَ النَّوَوِيّ : الْمُرَاد جَعْله رَجُلًا لَهُ حُكْم الرِّجَال الْمُقَاتِلِينَ اِنْتَهَى . قَالَ الْقَارِي : وَقِيلَ كَتَبَ الْجَائِزَة لَهُ وَهِيَ رِزْق الْغُزَاة . قَالَ فِي شَرْح السُّنَّة : الْعَمَل عَلَى هَذَا عِنْد أَكْثَر أَهْل الْعِلْم قَالُوا إِذَا اِسْتَكْمَلَ الْغُلَام أَوْ الْجَارِيَة خَمْس عَشْرَة سَنَة كَانَ بَالِغًا ، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَغَيْرهمَا ، وَإِذَا اِحْتَلَمَ وَاحِد مِنْهُمَا قَبْل بُلُوغه هَذَا الْمَبْلَغ بَعْد اِسْتِكْمَال تِسْع سِنِينَ يُحْكَم بِبُلُوغِهِ ، وَكَذَلِكَ إِذَا حَاضَتْ الْجَارِيَة بَعْد تِسْع سِنِينَ وَلَا حَيْض وَلَا اِحْتِلَام قَبْل بُلُوغ التِّسْع اِنْتَهَى . وَالْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّ الصَّبِيّ إِذَا بَلَغَ خَمْس عَشْرَة سَنَة دَخَلَ فِي زُمْرَة الْمُقَاتِلَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
وَالْفَرْض بِالْفَاءِ وَهُوَ الْعَطِيَّة الْمَوْسُومَة ، يُقَال مَا أَصَبْت مِنْهُ فَرْضًا وَفَرَضْت الرَّجُل وَأَفْرَضْته إِذَا أَعْطَيْته وَقَدْ فَرَضْت لَهُ فِي الْعَطَاء وَفَرَضْت لَهُ فِي الدِّيوَان @

الصفحة 172