كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

بْن حُنَيْف قَالَ أَوَّل مَنْ صَلَّى رَجُل مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَال لَهُ ذُو الزَّوَائِد اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : ذُو الزَّوَائِد لَهُ صُحْبَة وَيُعْرَف اِسْمه وَهُوَ مَعْدُود فِي أَهْل الْمَدِينَة .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
قَالَ فِي الْقَامُوس : الدِّيوَان وَبِفَتْحٍ مُجْتَمَع الصُّحُف وَالْكِتَاب يُكْتَب فِيهِ أَهْل الْجَيْش وَأَهْل الْعَطِيَّة ، وَأَوَّل مَنْ وَضَعَهُ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ جَمْعه دَوَاوِين وَدَيَاوِين وَقَدْ دَوَّنَهُ .
2571 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَكَانَ عُمَر يُعْقِب الْجُيُوش فِي كُلّ عَام )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْإِعْقَاب أَنْ يَبْعَث الْإِمَام فِي أَثَر الْمُقِيمِينَ فِي الثَّغْر جَيْشًا يُقِيمُونَ مَكَانهمْ وَيَنْصَرِف أُولَئِكَ ، فَإِنَّهُ إِذَا طَالَتْ عَلَيْهِمْ الْغَيْبَة وَالْغُرْبَة تَضَرَّرُوا بِهِ وَأَضَرَّ ذَلِكَ بِأَهْلِيهِمْ ، وَقَدْ قَالَ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي بَعْض كَلَامه " لَا تُجَمِّرُوا الْجُيُوش فَتَفْتِنُوهُمْ " يُرِيد لَا تُطِيلُوا حَبْسهمْ فِي الثُّغُور اِنْتَهَى
( فَشُغِلَ عَنْهُمْ )
: أَيْ عَنْ ذَلِكَ الْجَيْش الْمُقِيمِينَ
( عُمَر )
: فَلَمْ يَبْعَث جَيْشًا آخَر مَكَانهمْ وَلَمْ يَطْلُبهُمْ .
قَالَ فِي فَتْح الْوَدُود : لَعَلَّ شَغْله كَانَ بِجِهَةِ تَدْوِين الْعَطَايَا وَنَحْوه ، فَلِذَلِكَ ذَكَرَ الْمُصَنِّف رَحِمَهُ اللَّه هَذَا الْحَدِيث فِي الْبَاب وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم .
قُلْت : بَلْ قَوْله " يُعْقِب الْجُيُوش فِي كُلّ عَام " هُوَ مَوْضِع تَرْجَمَة الْبَاب لِأَنَّ بَعْث الْجُيُوش الْمُتَأَخِّرَة وَطَلَب الْجُيُوش الْمُتَقَدِّمَة لَا يَكُون إِلَّا بِأَنَّ أَسْمَاءَهُمْ كَانَتْ مَحْفُوظَة فِي الدَّفَاتِر لِأَجْلِ تَرْتِيبهمْ لِلْغَزْوِ ، وَرَدّ @

الصفحة 176