كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

الْمُهَاجِرِينَ وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَار مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا ثَلَاثَة نَفَر كَانَتْ بِهِمْ حَاجَة وَهُمْ أَبُو دُجَانَة سِمَاك بْن خَرَشَة ، وَسَهْل بْن حُنَيْف ، وَالْحَارِث بْن الصِّمَّة . كَذَا فِي تَفْسِير الْخَازِن
( قُرَى عُرَيْنَة )
: بِإِضَافَةِ قُرَى إِلَى عُرَيْنَة ، وَهُوَ بَدَل مِنْ قَوْله هَذِهِ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُرَيْنَة بِالنُّونِ بَعْد الْيَاء التَّحْتَانِيَّة تَصْغِير عُرَنَة مَوْضِع بِهِ قُرًى كَأَنَّهُ بِنَوَاحِي الشَّام كَذَا فِي الْمَرَاصِد
( فَدَك )
: بِحَذْفِ الْوَاو الْعَاطِفَة أَيْ وَفَدَك وَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ وَآخِره كَاف قَرْيَة بِالْحِجَازِ بَيْنهَا وَبَيْن الْمَدِينَة يَوْمَانِ وَقِيلَ ثَلَاثَة أَفَاءَهَا اللَّه عَلَى رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُلْحًا فِيهَا عَيْن فَوَّارَة وَنَخْل .
كَذَا فِي الْمَرَاصِد
( وَكَذَا وَكَذَا )
: أَيْ مِثْل أَمْوَال قُرَيْظَة وَالنَّضِير
( مَا أَفَاءَ اللَّه عَلَى رَسُوله مِنْ أَهْل الْقُرَى )
: يَعْنِي مِنْ أَمْوَال كُفَّار أَهْل الْقُرَى .
قَالَ اِبْن عَبَّاس : هِيَ قُرَيْظَة وَالنَّضِير وَفَدَك وَخَيْبَر وَقُرَى عُرَيْنَة
( فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى )
: يَعْنِي بَنِي هَاشِم وَبَنِي عَبْد الْمُطَّلِب
( وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِين وَابْن السَّبِيل )
: وَتَمَام الْآيَة ( كَيْلَا يَكُون ) : الْفَيْء ( دُولَة ) : وَالدُّولَة اِسْم الشَّيْء الَّذِي يَتَدَاوَلهُ الْقَوْم بَيْنهمْ ( بَيْن الْأَغْنِيَاء مِنْكُمْ ) : يَعْنِي بَيْن الرُّؤَسَاء وَالْأَقْوِيَاء فَيَغْلِبُوا عَلَيْهِ الْفُقَرَاء وَالضُّعَفَاء ، وَذَلِكَ أَنَّ أَهْل الْجَاهِلِيَّة كَانُوا إِذَا غَنِمُوا غَنِيمَة أَخَذَ الرَّئِيس رُبْعهَا لِنَفْسِهِ وَهُوَ الْمِرْبَاع ثُمَّ يَصْطَفِي بَعْده مَا شَاءَ ، فَجَعَلَهُ اللَّه لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمهُ فِيمَا أَمَرَهُ بِهِ
( وَلِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ )
: يُشِير إِلَى قَوْله تَعَالَى { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارهمْ وَأَمْوَالهمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّه وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّه وَرَسُوله أُولَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ } : يَعْنِي فَلَهُمْ الْحَقّ مِنْ الْفَيْء
{ وَاَلَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّار وَالْإِيمَان }
: يَعْنِي الْأَنْصَار تَوَطَّنُوا الدَّار وَهِيَ الْمَدِينَة وَاِتَّخَذُوهَا سَكَنًا
( مِنْ قَبْلهمْ )
: يَعْنِي أَنَّهُمْ أَسْلَمُوا فِي دِيَارهمْ وَآثَرُوا الْإِيمَان وَابْتَنَوْا الْمَسَاجِد قَبْل قُدُوم النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ .
وَالْمَعْنَى وَاَلَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّار مِنْ قَبْل الْمُهَاجِرِينَ وَقَدْ آمَنُوا وَتَمَام الْآيَة { يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورهمْ حَاجَة مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسهمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة } يَعْنِي فَلَهُمْ الْحَقّ مِنْ@

الصفحة 188