كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

التَّشَبُّه بِهِمْ . قَالَهُ اِبْن الصَّلَاح وَتَبِعَهُ النَّوَوِيّ . وَقِيلَ نُهِيَ عَنْهُمَا لِأَنَّ الذَّبْح بِهِمَا تَعْذِيب لِلْحَيَوَانِ وَلَا يَقَع بِهِ غَالِبًا إِلَّا الْخَنْق الَّذِي لَيْسَ هُوَ عَلَى صُورَة الذَّبْح . وَقَدْ قَالُوا إِنَّ الْحَبَشَة تُدْمِي مَذَابِح الشَّاة بِالظُّفُرِ حَتَّى تُزْهِق نَفْسهَا خَنْقًا . ذَكَرَهُ الْحَافِظ
( فَأَمَرَ بِهَا )
: أَيْ بِالْقُدُورِ
( فَأُكْفِئَتْ )
: بِضَمِّ الْهَمْزَة وَسُكُون الْكَاف أَيْ قُلِبَتْ وَأُفْرِغَ مَا فِيهَا .
قَالَ النَّوَوِيّ : وَإِنَّمَا أَمَرَ بِإِرَاقَتِهَا لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ اِنْتَهَوْا إِلَى دَار الْإِسْلَام وَالْمَحَلّ الَّذِي لَا يَجُوز فِيهِ الْأَكْل مِنْ مَال الْغَنِيمَة الْمُشْتَرَكَة ، فَإِنَّ الْأَكْل مِنْ الْغَنَائِم قَبْل الْقِسْمَة إِنَّمَا يُبَاح فِي دَار الْحَرْب
( وَنَدَّ )
: أَيْ شَرَدَ وَفَرَّ
( وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ خَيْل )
: وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ " وَكَانَ فِي الْقَوْم خَيْل يَسِيرَة " قَالَ الْحَافِظ : أَيْ لَوْ كَانَ فِيهِمْ خُيُول كَثِيرَة لَأَمْكَنَهُمْ أَنْ يُحِيطُوا بِهِ فَيَأْخُذُوهُ . قَالَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي الْأَحْوَص " وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ خَيْل " أَيْ كَثِيرَة أَوْ شَدِيدَة الْجَرْي فَيَكُون النَّفْي لِصِفَةٍ فِي الْخَيْل لَا لِأَصْلِ الْخَيْل جَمْعًا بَيْن الرِّوَايَتَيْنِ
( فَحَبَسَهُ اللَّه )
: أَيْ أَصَابَهُ السَّهْم فَوَقَفَ
( إِنَّ لِهَذِهِ الْبَهَائِم )
: قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : اللَّام فِيهِ بِمَعْنَى مِنْ
( أَوَابِد )
: جَمْع آبِدَة وَهِيَ الَّتِي تَوَحَّشَتْ وَنَفَرَتْ . قَالَ الْحَافِظ : وَالْمُرَاد أَنَّ لَهَا تَوَحُّشًا
( كَأَوَابِد الْوَحْش )
: أَيْ حَيَوَان الْبَرّ
( وَمَا فَعَلَ مِنْهَا )
: أَيْ مِنْ هَذِهِ الْبَهَائِم
( هَذَا )
: أَيْ التَّنَفُّر وَالتَّوَحُّش
( فَافْعَلُوا بِهِ مِثْل هَذَا )
: أَيْ فَارْمُوهُ بِسَهْمٍ وَنَحْوه . وَالْحَدِيث@

الصفحة 20