كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

( فَقُلْت )
الْقَائِل هُوَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ
( فَتَسْتَخْدِمك )
أَيْ تَطْلُب مِنْك
( خَادِمًا )
هُوَ يُطْلَق عَلَى الْعَبْد وَعَلَى الْجَارِيَة
( يَقِيهَا )
مِنْ الْوِقَايَة وَالْجُمْلَة صِفَة لِخَادِمًا
( حَرّ مَا هِيَ فِيهِ )
أَيْ مَشَقَّة الْأَعْمَال الَّتِي فِيهَا فَاطِمَة . فَالضَّمِير الْمُؤَنَّث الْمَرْفُوع لِفَاطِمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا . وَالضَّمِير الْمَجْرُور لِمَا الْمَوْصُولَة .
قَالَ الْحَافِظ فِي فَتْح الْبَارِي : قَالَ الْقَاضِي إِسْمَاعِيل : هَذَا الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ لِلْإِمَامِ أَنْ يَقْسِم الْخُمُس حَيْثُ يَرَى لِأَنَّ الْأَرْبَعَة الْأَخْمَاس اِسْتِحْقَاق الْغَانِمِينَ ، وَاَلَّذِي يَخْتَصّ بِالْإِمَامِ هُوَ الْخُمُس ، وَقَدْ مَنَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِبْنَته وَأَعَزّ النَّاس عَلَيْهِ مِنْ أَقْرَبِيهِ وَصَرَفَهُ إِلَى غَيْرهمْ .
وَقَالَ الطَّبَرِيُّ نَحْوه : لَوْ كَانَ سَهْم ذَوِي الْقُرْبَى قَسْمًا مَفْرُوضًا لَأَخْدَمَ اِبْنَته وَلَمْ يَكُنْ لِيَدَع شَيْئًا اِخْتَارَهُ اللَّه تَعَالَى لَهَا وَامْتَنَّ بِهِ عَلَى ذَوِي الْقُرْبَى . وَكَذَا قَالَ الطَّحَاوِيُّ وَزَادَ وَإِنَّ أَبَا بَكْر وَعُمَر أَخَذَا بِذَلِكَ وَقَسَمَا جَمِيع الْخُمُس وَلَمْ يَجْعَلَا لِذَوِي الْقُرْبَى مِنْهُ حَقًّا مَخْصُوصًا بِهِ ، بَلْ بِحَسَبِ مَا يَرَى الْإِمَام ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ .
قَالَ الْحَافِظ فِي الِاسْتِدْلَال بِحَدِيثِ عَلِيّ هَذَا نَظَر لِأَنَّهُ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ@

الصفحة 214