كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

: إِنْ شَرْطِيَّة وَجَزَاؤُهَا قَوْله الْآتِي أَنْتُمْ آمِنُونَ إِلَخْ
( قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: أَيْ قَالَ كَتَبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَمَّا سَهْم النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ كَانَ سَهْم لَهُ كَسَهْمِ رَجُل مِمَّنْ يَشْهَد الْوَقْعَة حَضَرَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ غَابَ عَنْهَا ، وَأَمَّا الصَّفِيّ فَهُوَ مَا يَصْطَفِيه مِنْ عَرْض الْغَنِيمَة مِنْ شَيْء قَبْل أَنْ يُخَمِّس عَبْد أَوْ جَارِيَة أَوْ فَرَس أَوْ سَيْف أَوْ غَيْرهَا ، كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْصُوصًا بِذَلِكَ مَعَ الْخُمُس الَّذِي لَهُ خَاصَّة اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَرَوَاهُ بَعْضهمْ عَنْ يَزِيد عَنْ عَبْد اللَّه وَسُمِّيَ الرَّجُل النَّمِر بْن تَوْلَب الشَّاعِر صَاحِب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيُقَال إِنَّهُ مَا مَدَحَ أَحَدًا وَلَا هَجَا أَحَدًا وَكَانَ جَوَّادًا لَا يَكَاد يُمْسِك شَيْئًا ، وَأَدْرَكَ الْإِسْلَام وَهُوَ كَبِير . وَالْمِرْبَد مَحَلَّة بِالْبَصْرَةِ مِنْ أَشْهَر مَحَالّهَا وَأَطْيَبهَا اِنْتَهَى .
وَفِي النَّيْل : وَرِجَاله رِجَال الصَّحِيح ، وَيَزِيد بْن عَبْد اللَّه الْمَذْكُور هُوَ اِبْن شِخِّير اِنْتَهَى .
وَهَذِهِ الرِّوَايَات كُلّهَا تَدُلّ عَلَى اِسْتِحْقَاق الْإِمَام لِلصَّفِيِّ
وَقَالَ بَعْض السَّلَف : لَا يَسْتَحِقّ الْإِمَام السَّهْم الَّذِي يُقَال لَهُ الصَّفِيّ وَاسْتَدَلَّ لَهُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَلَا يَحِلّ لِي مِنْ غَنَائِمكُمْ مِثْل هَذَا ، وَأَخَذَ وَبَرَة إِلَّا الْخُمُس ، وَالْخُمُس مَرْدُود عَلَيْكُمْ " . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْره كَمَا تَقَدَّمَ . قَالَ ذَلِكَ الْبَعْض . وَأَمَّا اِصْطِفَاؤُهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفه ذُو الْفَقَار مِنْ غَنَائِم بَدْر فَقَدْ قِيلَ إِنَّ الْغَنَائِم كَانَتْ لَهُ يَوْمَئِذٍ خَاصَّة فَنُسِخَ الْحُكْم بِالتَّخْمِيسِ .@

الصفحة 223