كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

( قَدْ بَلَّغْت )
: بِتَشْدِيدِ اللَّام
( ذَلِكَ أُرِيد )
: أَيْ التَّبْلِيغ وَاعْتِرَافكُمْ . قَالَ الْحَافِظ : أَيْ إِنْ اِعْتَرَفْتُمْ أَنَّنِي بَلَّغْتُكُمْ سَقَطَ عَنِّي الْحَرَج
( أَنَّمَا الْأَرْض لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ )
: قَالَ الدَّاوُدِيّ : لِلَّهِ اِفْتِتَاح كَلَام وَلِرَسُولِهِ حَقِيقَة لِأَنَّهَا مِمَّا لَمْ يُوجِف الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَاب . كَذَا قَالَ ، وَالظَّاهِر مَا قَالَ غَيْره إِنَّ الْمُرَاد الْحُكْم لِلَّهِ فِي ذَلِكَ وَلِرَسُولِهِ لِكَوْنِهِ الْمُبَلِّغ عَنْهُ الْقَائِم بِتَنْفِيذِ أَوَامِره . قَالَهُ الْحَافِظ
( أَنْ أُجْلِيكُمْ )
: مِنْ الْإِجْلَاء أَيْ أُخْرِجكُمْ
( فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ )
: أَيْ بَدَل مَاله فَالْبَاء لِلْبَدَلِيَّةِ ، وَالْمَعْنَى مَنْ صَادَفَ بَدَل مَاله الَّذِي لَا يُمْكِنهُ حَمْله . وَقِيلَ الْبَاء بِمَعْنَى مِنْ ، وَالْمَعْنَى مَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ مِنْ مَاله شَيْئًا مِمَّا لَا يَتَيَسَّر نَقْله كَالْعَقَارِ وَالْأَشْجَار . وَقِيلَ الْبَاء بِمَعْنَى فِي .
قَالَ الْحَافِظ : وَالظَّاهِر أَنَّ الْيَهُود الْمَذْكُورِينَ بَقَايَا تَأَخَّرُوا بِالْمَدِينَةِ بَعْد إِجْلَاء بَنِي قَيْنُقَاع وَقُرَيْظَة وَالنَّضِير وَالْفَرَاغ مِنْ أَمْرهمْ ، لِأَنَّهُ كَانَ قَبْل إِسْلَام أَبِي هُرَيْرَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ بَعْد فَتْح خَيْبَر . وَقَدْ أَقَرَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُود خَيْبَر عَلَى أَنْ يَعْمَلُوا فِي الْأَرْض وَاسْتَمَرُّوا إِلَى أَنْ أَجْلَاهُمْ عُمَر ، وَلَا يَصِحّ أَنْ يُقَال أَنَّهُمْ بَنُو النَّضِير لِتَقَدُّمِ ذَلِكَ عَلَى مَجِيء أَبِي هُرَيْرَة ، وَأَبُو هُرَيْرَة يَقُول فِي هَذَا الْحَدِيث إِنَّهُ كَانَ مَعَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .@

الصفحة 233