كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

2611 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَأَمَّنَهُمْ )
أَيْ أَعْطَاهُمْ الْأَمَان
( بَنِي قَيْنُقَاع )
: هُوَ بِالنَّصْبِ عَلَى الْبَدَلِيَّة وَنُون قَيْنُقَاع مُثَلَّثَة وَالْأَشْهَر فِيهَا الضَّمّ ، وَكَانُوا أَوَّل مَنْ أُخْرِجُوا مِنْ الْمَدِينَة . قَالَهُ الْحَافِظ : وَفِي هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمُعَاهَد وَالذِّمِّيّ إِذَا نَقَضَ الْعَهْد صَارَ حَرْبِيًّا وَجَرَتْ عَلَيْهِ أَحْكَام أَهْل الْحَرْب ، وَلِلْإِمَامِ سَبْي مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ ، وَلَهُ الْمَنّ عَلَى مَنْ أَرَادَ . وَفِيهِ أَنَّهُ إِذَا مَنَّ عَلَيْهِ ثُمَّ ظَهَرَ مِنْهُ مُحَارَبَة اُنْتُقِضَ عَهْده ، وَإِنَّمَا يَنْفَع الْمَنّ فِيمَا مَضَى لَا فِيمَا يُسْتَقْبَل ، وَكَانَتْ قُرَيْظَة فِي أَمَان ثُمَّ حَارَبُوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَقَضُوا الْعَهْد ، وَظَاهَرُوا قُرَيْشًا عَلَى قِتَال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْخَنْدَق فِي غَزْوَة الْأَحْزَاب سَنَة خَمْس عَلَى الصَّحِيح . وَذَكَرَ مُوسَى بْن عُقْبَة فِي الْمَغَازِي قَالَ : خَرَجَ حُيَيّ بْن أَخْطَب بَعْد بَنِي النَّضِير إِلَى مَكَّة يُحَرِّض الْمُشْرِكِينَ عَلَى حَرْبه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخَرَجَ كِنَانَة بْن الرَّبِيع بْن أَبِي الْحُقَيْق يَسْعَى فِي غَطَفَان وَيُحَرِّضهُمْ عَلَى قِتَاله عَلَى أَنَّ لَهُمْ نِصْف تَمْر خَيْبَر ، فَأَجَابَهُ عُيَيْنَة بْن حِصْن الْفَزَارِيُّ إِلَى ذَلِكَ ، وَكَتَبُوا إِلَى حُلَفَائِهِمْ مِنْ بَنِي أَسَد ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِمْ طُلَيْحَة بْن خُوَيْلِد فِيمَنْ أَطَاعَهُ وَخَرَجَ أَبُو سُفْيَان بِقُرَيْشٍ فَنَزَلُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَجَاءَهُمْ مَنْ@

الصفحة 237