كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

أَوْ عَطْف بَيَان لَهَا
( فَلْيَتَعَجَّل )
: وَفِي فَوَائِد لِلْحَافِظِ أَبِي عَلِيّ بْن خُزَيْمَةَ أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ الْمَدِينَة أَخْذ طَرِيق غُرَاب لِأَنَّهَا أَقْرَب إِلَى الْمَدِينَة وَتَرَك الْأُخْرَى . قَالَ فِي الْفَتْح : فَفِيهِ بَيَان قَوْله إِنِّي مُتَعَجِّل إِلَى الْمَدِينَة أَيْ إِنِّي سَالِك الطَّرِيق الْقَرِيبَة فَمَنْ أَرَادَ فَلْيَأْتِ مَعِي يَعْنِي مِمَّنْ لَهُ اِقْتِدَار عَلَى ذَلِكَ دُون بَقِيَّة الْجَيْش . كَذَا فِي إِرْشَاد السَّارِي شَرْح الْبُخَارِيّ لِلْقَسْطَلَانِيِّ وَأَوْسُق بِضَمِّ السِّين جَمْع وَسْق وَهُوَ سِتُّونَ صَاعًا . قَالَ الْمِزِّيّ فِي الْأَطْرَاف . وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي الزَّكَاة وَالْحَجّ وَالْمَغَازِي وَفِي فَضْل الْأَنْصَار بِبَعْضِهِ ، وَمُسْلِم فِي فَضْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَجّ . وَأَمَّا مُطَابَقَة الْحَدِيث مِنْ الْبَاب فَيُشْبِه أَنْ يُقَال إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّ الْمَرْأَة عَلَى حَدِيقَتهَا وَلَمْ يَنْتَزِع عَنْهَا لِأَنَّ مَنْ أَحْيَا مَوَاتًا فَهُوَ أَحَقّ بِهِ ، فَالْمَرْأَة أَحْيَتْ الْأَرْض بِغَرْسِ النَّخْل وَالْأَشْجَار فَثَبَتَ لَهَا الْحَقّ وَاَللَّه أَعْلَم .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم .
2676 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَنَّهَا كَانَتْ تُفْلِي )
: فِي الْقَامُوس : فَلَى رَأْسه بَحَثَهُ عَنْ الْقَمْل
( أَنَّهَا تَضِيِق عَلَيْهِنَّ وَيُخْرَجْنَ )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول
( مِنْهَا )
: أَيْ مِنْ الْمَنَازِل .@

الصفحة 333