كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
هُوَ اِسْم لِمَا يُذْبَح عَنْ الْمَوْلُود . وَأَصْل الْعَقّ الشَّقّ . وَقِيلَ لِلذَّبِيحَةِ عَقِيقَة لِأَنَّهُ يُشَقّ حَلْقهَا ، وَيُقَال عَقِيقَة لِلشَّعْرِ الَّذِي يَخْرُج عَلَى رَأْس الْمَوْلُود فِي بَطْن أُمّه وَجَعَلَ الزَّمَخْشَرِيّ أَصْلًا وَالشَّاة الْمَذْبُوحَة مُشْتَقَّة مِنْهُ . قَالَهُ فِي السُّبُل .
2451 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أُمّ كُرْز )
: بِضَمِّ الْكَاف وَسُكُون الرَّاء بَعْدهَا زَاي كَعْبِيَّة خُزَاعِيَّةٌ صَحَابِيَّة
( عَنْ الْغُلَام )
: أَيْ يُذْبَح عَنْ الصَّبِيّ
( شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ )
: بِكَسْرِ الْفَاء وَفِي بَعْض النُّسَخ بِفَتْحِهَا قَالَ النَّوَوِيّ بِكَسْرِ الْفَاء بَعْدهَا هَمْزَة هَكَذَا صَوَابه عِنْد أَهْل اللُّغَة ، وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَهُ بِفَتْحِ الْفَاء
( وَعَنْ الْجَارِيَة )
: أَيْ الْبِنْت
( مُكَافِئَتَانِ )
: مُسْتَوِيَتَانِ أَوْ مُتَقَارِبَتَانِ يَعْنِي أَنَّ الْمُرَاد مِنْ قَوْله مُكَافِئَتَانِ مُسْتَوِيَتَانِ أَوْ مُتَقَارِبَتَانِ .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمُرَاد التَّكَافُؤ فِي السِّنّ فَلَا تَكُون إِحْدَاهُمَا مُسِنَّة وَالْأُخْرَى غَيْر مُسِنَّة بَلْ يَكُونَانِ مِمَّا يَجْزِي فِي الْأُضْحِيَّة . وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنْ يَذْبَح إِحْدَاهُمَا مُقَابِلَة لِلْأُخْرَى . ذَكَرَهُ فِي السُّبُل . وَقَالَ زَيْد بْن أَسْلَم : مُتَشَابِهَتَانِ تُذْبَحَانِ جَمِيعًا أَيْ لَا يُؤَخَّر ذَبْح إِحْدَاهَا عَنْ الْأُخْرَى . وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ : مَعْنَاهُ مُتَعَادِلَتَانِ لِمَا يَجْزِي فِي الزَّكَاة وَالْأُضْحِيَّة . قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح بَعْد ذِكْر هَذِهِ الْأَقْوَال : وَأَوْلَى مِنْ ذَلِكَ كُلّه مَا وَقَعَ فِي رِوَايَة سَعِيد بْن مَنْصُور فِي حَدِيث أُمّ كُرْز بِلَفْظِ " شَاتَانِ مِثْلَانِ " قُلْت : وَكَذَا وَقَعَ عِنْد أَبِي دَاوُدَ فِي حَدِيث أُمّ كُرْز مِنْ طَرِيق حَمَّاد عَنْ عُبَيْد اللَّه الْآتِيَة .@

الصفحة 34