كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

عَنْ سِبَاع بْن ثَابِت . وَأَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ فِي الذَّبَائِح عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة وَهِشَام بْن عَمَّار كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَان وَقَالَا عَنْ أَبِيهِ اِنْتَهَى
( أَقِرُّوا الطَّيْر )
: أَيْ أَبْقُوهَا وَخَلُّوهَا وَهُوَ مِنْ بَاب الْأَفْعَال
( مَكِنَاتهَا )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : بِفَتْحِ الْمِيم وَكَسْر الْكَاف جَمْع مَكِنَة وَهِيَ بَيْضَة الضَّبّ وَيُضَمّ الْحَرْفَانِ مِنْهَا أَيْضًا . وَقَالَ فِي النِّهَايَة : الْمَكِنَات فِي الْأَصْل بَيْض الضِّبَاب وَاحِدَتهَا مَكِنَة بِكَسْرِ الْكَاف وَقَدْ تُفْتَح يُقَال مَكِنَتْ الضَّبَّة وَأَمْكَنَتْ . قَالَ أَبُو عُبَيْد : جَائِز فِي الْكَلَام أَنْ يُسْتَعَار مَكِن الضِّبَاب فَيُجْعَل لِلطَّيْرِ . وَقِيلَ الْمَكِنَات بِمَعْنَى الْأَمْكِنَة يُقَال النَّاس عَلَى مَكِنَاتهمْ وَسَكِنَاتهمْ أَيْ عَلَى أَمْكِنَتهمْ وَمَسَاكِنهمْ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ الرَّجُل فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ إِذَا أَرَادَ حَاجَة أَتَى طَيْرًا سَاقِطًا أَوْ فِي وَكْره فَنَفَّرَهُ ، فَإِنْ طَارَ ذَات الْيَمِين مَضَى لِحَاجَتِهِ وَإِنْ طَارَ ذَات الشِّمَال رَجَعَ فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ ، أَيْ لَا تَزْجُرُوهَا وَأَقِرُّوهَا عَلَى مَوَاضِعهَا الَّتِي جَعَلَهَا اللَّه لَهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرّ وَلَا تَنْفَع وَأَطَالَ فِيهِ الْكَلَام اِبْن الْأَثِير رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى
( أَذُكْرَانًا كُنَّ أَمْ إِنَاثًا )
: فَاعِل لَا يَضُرّ وَالضَّمِير فِي كُنَّ لِلشِّيَاهِ الَّتِي يَعُقّ بِهَا أَيْ لَا يَضُرّكُمْ كَوْنهَا ذُكْرَانًا أَوْ إِنَاثًا .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مُخْتَصَرًا وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِتَمَامِهِ وَمُخْتَصَرًا ، وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ صَحِيح .@

الصفحة 36