كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

2693 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَأَحْسَنَ الْوُضُوء )
: أَيْ أَتَى بِهِ كَامِلًا
( وَعَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِم )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : فِيهِ أَنَّ الْوُضُوء سُنَّة فِي الْعِيَادَة لِأَنَّهُ إِذَا دَعَا عَلَى الطَّهَارَة كَانَ أَقْرَب إِلَى الْإِجَابَة . وَقَالَ زَيْن الْعَرَب : وَلَعَلَّ الْحِكْمَة فِي الْوُضُوء هُنَا أَنَّ الْعِيَادَة عِبَادَة وَأَدَاء الْعِبَادَة عَلَى وَجْه الْأَكْمَل أَفْضَل
( مُحْتَسِبًا )
: أَيْ طَالِبًا لِلثَّوَابِ لَا لِغَرَضٍ آخَر مِنْ الْأَسْبَاب
( بُوعِدَ )
: مَاضٍ مَجْهُول مِنْ الْمُبَاعَدَة وَالْمُفَاعِلَة لِلْمُبَالَغَةِ
( وَاَلَّذِي )
: أَيْ اللَّفْظ الَّذِي
( تَفَرَّدَ بِهِ )
: بِذَلِكَ اللَّفْظ
( الْبَصْرِيُّونَ )
: كَثَابِتِ الْبُنَانِيّ الْبَصْرِيّ عَنْ أَنَس ، ثُمَّ عَنْ ثَابِت الْبُنَانِيّ فَضْل بْن دَلْهَم وَهُوَ الْوَاسِطِيُّ الْبَصْرِيّ
( مِنْهُ )
: مِنْ هَذَا الْحَدِيث هَذِهِ الْجُمْلَة الْآتِيَة وَهِيَ
( الْعِيَادَة وَهُوَ مُتَوَضِّئ )
: فَلَمْ يَرْوِهَا غَيْر أَهْل الْبَصْرَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَفِي إِسْنَاده الْفَضْل بْن دَلْهَم بَصَرِيّ وَقِيلَ وَاسِطِيّ . قَالَ يَحْيَى بْن مَعِين : ضَعِيف الْحَدِيث ، وَقَالَ مَرَّة : حَدِيثه صَالِح . وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل لَا يَحْفَظ ، وَذَكَرَ أَشْيَاء مِمَّا أَخْطَأَ فِيهَا ، وَقَالَ مَرَّة : لَيْسَ بِهِ بَأْس .
وَقَالَ اِبْن حِبَّان : كَانَ مِمَّنْ يُخْطِئ فَلَمْ يَفْحُش خَطَؤُهُ حَتَّى يَبْطُل الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا اِقْتَفَى@

الصفحة 361