كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

الْحَدِيث .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن غَرِيب لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ حَدِيث الْمِنْهَال بْن عُمَر اِنْتَهَى . وَفِي إِسْنَاده يَزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو خَالِد الْمَعْرُوف بِالدَّالَانِيّ ، وَقَدْ وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيُّ . وَأَيْضًا أَخْرَجَهُ اِبْن حِبَّان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرْط الشَّيْخَيْنِ .
2701 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَنْكَأ )
: بِفَتْحِ الْيَاء فِي أَوَّله وَبِالْهَمْزَةِ فِي آخِره مَجْزُومًا أَيْ يَجْرَح
( لَك عَدُوًّا )
: أَيْ الْكُفَّار أَوْ إِبْلِيس وَجُنُوده ، وَيُكْثِر فِيهِمْ النِّكَايَة بِالْإِيلَامِ وَإِقَامَة الْحُجَّة وَالْإِلْزَام بِالْجَزْمِ . وَرُوِيَ بِالرَّفْعِ بِتَقْدِيرِ فَهُوَ يَنْكَأ مِنْ النَّكْأ بِالْهَمْزِ مِنْ حَدّ مَنَعَ وَمَعْنَاهُ الْخَدْش ، وَيَنْكِي مِنْ النِّكَايَة مِنْ بَاب ضَرَبَ أَيْ التَّأْثِير بِالْقَتْلِ وَالْهَزِيمَة . ذَكَرَهُ بَعْض الشُّرَّاح ، لَكِنَّ الرَّسْم لَا يُسَاعِد الْأَخِير . وَفِي الصِّحَاح : نَكَأْت الْقُرْحَة أَنْكَأهَا نَكْأً إِذَا قَشَرْتهَا . وَفِي النِّهَايَة : نَكَيْت فِي الْعَدُوّ أَنَكِي نِكَايَة فَأَنَا نَاكٍ إِذَا أَكْثَرْتُ فِيهِمْ الْجِرَاح وَالْقَتْل فَوَهَمُوا لِذَلِكَ وَقَدْ يُهْمَز . قَالَ الطِّيبِيُّ . يَنْكَأ مَجْزُوم عَلَى جَوَاب الْأَمْر وَيَجُوز الرَّفْع أَيْ فَإِنَّهُ يَنْكَأ . وَقَالَ اِبْن الْمَلَك : بِالرَّفْعِ فِي مَوْضِع الْحَال أَيْ يَغْزُو فِي سَبِيلك
( أَوْ يَمْشِي )
: بِالرَّفْعِ أَيْ أَوْ هُوَ يَمْشِي قَالَ مَيْرَك : وَكَذَا وَرَدَ بِالْيَاءِ وَهُوَ عَلَى تَقْدِير يَنْكَأ بِالرَّفْعِ ظَاهِر وَعَلَى تَقْدِير الْجَزْم فَهُوَ وَارِد عَلَى قِرَاءَة مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِر
( لَك )
: أَيْ لِأَمْرِك وَابْتِغَاء وَجْهك
( إِلَى جِنَازَة )
. أَيْ اِتِّبَاعهَا لِلصَّلَاةِ لِمَا جَاءَ فِي رِوَايَة اِبْن السَّرْح " إِلَى صَلَاة " @

الصفحة 372