كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

وَهَذَا تَوَسُّع شَائِع . قَالَ الطِّيبِيُّ : وَلَعَلَّهُ جَمْع بَيْن النِّكَايَة وَتَشْيِيع الْجِنَازَة لِأَنَّ الْأَوَّل كَدْح فِي إِنْزَال الْعِقَاب عَلَى عَدُوّ اللَّه ، وَالثَّانِي سَعْي فِي إِيصَال الرَّحْمَة إِلَى وَلِي اللَّه . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ . وَأَخْرَجَهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم . كَذَا فِي الْمِرْقَاة
( قَالَ اِبْن السَّرْح )
: هُوَ أَحْمَد بْن عَمْرو بْن عَبْد اللَّه الْمِصْرِيّ الْفَقِيه شَيْخ الْمُؤَلَّف .
2702 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَا يَدْعُوَنَّ أَحَدكُمْ بِالْمَوْتِ )
: الْخِطَاب لِلصَّحَابَةِ وَالْمُرَاد هُمْ وَمَنْ بَعْدهمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عُمُومًا
( لِضُرٍّ )
: بِضَمِّ الضَّاد وَتُفْتَح قَالَهُ الْقَارِي
( نَزَلَ بِهِ )
: أَيْ بِأَحَدِكُمْ
( وَلَكِنْ لِيَقُلْ )
: هَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ النَّهْيَ عَنْ تَمَنِّي الْمَوْت مُقَيَّد بِمَا إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَى هَذِهِ الصِّيغَة ، لِأَنَّ فِي التَّمَنِّي الْمُطْلَق نَوْع اِعْتِرَاض وَمُرَاغَمَة لِلْقَدَرِ الْمَحْتُوم ، وَفِي هَذِهِ الصُّورَة الْمَأْمُور بِهَا نَوْع تَفْوِيض وَتَسْلِيم لِلْقَضَاءِ . قَالَهُ الْحَافِظ فِي الْفَتْح
( مَا كَانَتْ الْحَيَاة خَيْرًا لِي )
: أَيْ مِنْ الْمَوْت وَهُوَ أَنْ تَكُون الطَّاعَة غَالِبَة عَلَى الْمَعْصِيَة ، وَالْأَزْمِنَة خَالِيَة عَنْ الْفِتْنَة وَالْمِحْنَة
( وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاة خَيْرًا لِي )
: أَيْ مِنْ الْحَيَاة . قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : عَبَّرَ فِي الْحَيَاة بِقَوْلِهِ مَا كَانَتْ لِأَنَّهَا حَاصِلَة @

الصفحة 373