كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

فِي سَبِيل اللَّه " وَفِي رِوَايَة " مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيل اللَّه فَهُوَ شَهِيد ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيل اللَّه فَهُوَ شَهِيد " اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ .
وَلَفْظ أَحْمَد فِي مُسْنَده مِنْ حَدِيث عُبَادَةَ بْن الصَّامِت مَرْفُوعًا " إِنَّ فِي الْقَتْل شَهَادَة ، وَفِي الطَّاعُون شَهَادَة ، وَفِي الْبَطْن شَهَادَة ، وَفِي الْغَرَق شَهَادَة ، وَفِي النُّفَسَاء يَقْتُلهَا وَلَدهَا جُمْعًا شَهَادَة " . قَالَ فِي التَّرْغِيب : رُوَاته ثِقَات . وَقَوْله جُمْعًا مُثَلَّثَة الْجِيم سَاكِنَة الْمِيم أَيْ مَاتَتْ وَوَلَدهَا فِي بَطْنهَا ، يُقَال مَاتَتْ الْمَرْأَة بِجُمْعٍ إِذَا مَاتَتْ وَوَلَدهَا فِي بَطْنهَا ، وَقِيلَ إِذَا مَاتَتْ عَذْرَاء أَيْضًا اِنْتَهَى . وَعَنْ أَبِي عَسِيب مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَأْنِي جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بِالْحُمَّى وَالطَّاعُون فَأَمْسَكْت الْحُمَّى بِالْمَدِينَةِ وَأَرْسَلْت الطَّاعُون إِلَى الشَّام ، فَالطَّاعُون شَهَادَة لِأُمَّتِي وَرِجْز عَلَى الْكَافِر " رَوَاهُ أَحْمَد وَرُوَاته ثِقَات مَشْهُورُونَ قَالَهُ الْمُنْذِرِيُّ .
وَعَنْ عَائِشَة قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَفْنَى أُمَّتِي إِلَّا بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُون " .
قُلْت يَا رَسُول اللَّه هَذَا الطَّعْن قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُون ؟ قَالَ غُدَّة كَغُدَّةِ الْبَعِير ، وَالْمُقِيم كَالشَّهِيدِ ، وَالْفَارّ مِنْهُ كَالْفَارِّ مِنْ الزَّحْف " رَوَاهُ أَحْمَد وَأَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ .
وَلَفْظ الْبَزَّار " قُلْت يَا رَسُول اللَّه هَذَا الطَّعْن قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُون ؟ قَالَ يُشْبِه الدُّمَّل يَخْرُج مِنْ الْآبَاط وَالْمَرَاق وَفِيهِ تَزْكِيَة أَعْمَالهمْ وَهُوَ لِكُلِّ مُسْلِم شَهَادَة " .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : أَسَانِيد الْكُلّ حِسَان . وَعَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه قَالَ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول فِي الطَّاعُون " الْفَارّ مِنْهُ كَالْفَارِّ مِنْ الزَّحْف ، وَمَنْ صَبَرَ فِيهِ كَانَ لَهُ أَجْر شَهِيد " أَخْرَجَهُ أَحْمَد بِإِسْنَادٍ حَسَن . قَالَهُ الْمُنْذِرِيُّ .@

الصفحة 379