كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

لَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اِغْسِلْنَهَا وِتْرًا وَاجْعَلْنَ شَعْرهَا ضَفَائِر " وَأَخْرَجَ اِبْن حِبَّان فِي صَحِيحه عَنْ أُمّ عَطِيَّة مَرْفُوعًا بِلَفْظِ : " وَاجْعَلْنَ لَهَا ثَلَاثَة قُرُون " اِنْتَهَى
( ثُمَّ أَلْقَيْنَاهَا )
: أَيْ الْقُرُون
( خَلْفهَا )
: أَيْ الِابْنَة . وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب جَعْل ضَفَائِر الْمَرْأَة خَلْفهَا . وَقَدْ زَعَمَ اِبْن دَقِيق الْعِيد أَنَّ الْوَارِد فِي ذَلِكَ حَدِيث غَرِيب .
قَالَ فِي الْفَتْح : وَهُوَ مِمَّا يُتَعَجَّب مِنْهُ مَعَ كَوْن الزِّيَادَة فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ وَقَدْ تُوبِعَ رُوَاتهَا عَلَيْهَا اِنْتَهَى
( مُقَدَّم رَأْسهَا وَقَرْنَيْهَا )
: بَيَان لِلْقُرُونِ الثَّلَاثَة ، وَالْمُرَاد مِنْ قَرْنَيْهَا جَانِبَا رَأْسهَا .
قَالَ الْحَافِظ الْمِزِّيّ فِي الْأَطْرَاف : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز عَنْ قَبِيصَة عَنْ سُفْيَان عَنْ هِشَام عَنْ أُمّ الْهُذَيْلِ حَفْصَة عَنْ أُمّ عَطِيَّة قَالَ وَقَالَ وَكِيع عَنْ سُفْيَان " نَاصِيَتهَا وَقَرْنَيْهَا " وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ فِيهِ عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى عَنْ عَبْد الْأَعْلَى عَنْ هِشَام بْن حَسَّان عَنْ حَفْصَة عَنْ أُمّ عَطِيَّة اِنْتَهَى .
2735 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( اِبْدَأْنَ )
: أَمْر لِجَمْعِ الْمُؤَنَّث مِنْ بَدَأَ يَبْدَأ
( بِمَيَامِنِهَا )
: جَمْع مَيْمَنَة أَيْ بِالْأَيْمَنِ مِنْ كُلّ بَدَنهَا فِي الْغَسَلَات الَّتِي لَا وُضُوء فِيهَا
( وَمَوَاضِع الْوُضُوء )
: وَلَيْسَ بَيْن الْأَمْرَيْنِ تَنَافٍ لِإِمْكَانِ الْبُدَاءَة بِمَوَاضِع الْوُضُوء وَبِالْمَيَامِنِ مَعًا .
قَالَ الزَّيْن بْن الْمُنِير : قَوْله : " اِبْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا " أَيْ فِي الْغَسَلَات الَّتِي لَا وُضُوء فِيهَا وَمَوَاضِع الْوُضُوء مِنْهَا أَيْ فِي الْغَسْلَة الْمُتَّصِلَة بِالْوُضُوءِ ، وَفِي هَذَا رَدّ عَلَى مَنْ لَمْ يَقُلْ بِاسْتِحْبَابِ الْبُدَاءَة بِالْمَيَامِنِ وَهُمْ الْحَنَفِيَّة .@

الصفحة 420